سلسلة مقالات اعرف عدوك

(( 1 ))

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ، أما بعد سنبدأ بإذن الله سلسلة مقالات أعرف عدوك انطلاقا من الآية الكريمة:

إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ

وسنبدأ بإذن الله تعالى بما قصه علينا ربنا في محكم آياته عن الشيطان:

 

<!--وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

سورة البقرة

أجمل شرح لهذه الآية الكريمة نجده في قول الله تبارك وتعالى :

فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

[ سورة هود ]

لا تصاحب الظالمين ولا توافقهم ولا تتخذ منهم وليا ولا نصيرا لأن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين ظلموا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات.. فكل من يظلم نفسه أو الناس فقد اتخذ الشيطان وليا حتى يتوب ويرجع إلى الله نادما فيتلقى  من ربه كلمات التوبة مثلما فعل الله مع آدم عليه السلام.

<!--يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

سورة البقرة

الرزق الحلال والرضا به يُقّوي فينا مناعة ضد الحرام بكل صوره، طعاما وشرابا وقولا وفعلا، لأننا رفضنا إتباع خطوات الشيطان فحفظنا الله طيبين معافين حامدين ذاكرين، وجنّبنا السوء والفحشاء وأن نقول على الله كذبا بغير علم.

<!--يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

لعلنا لاحظنا الآن أن الله جعل لكل من آمن به طريقا ممهدا وسلما يصعد عليه إلى أعلى الدرجات الأخلاقية، وكلما ارتقينا إلى أعلى اتسعت رؤيتنا للحقائق فالذي ينظر من نافذة الطائرة يرى بلده وربما قارته كاملة لأنه ينظر من أعلى دائما، وسيحاول الشيطان أن يهبط بنا إلى أسفل حيث الظلام والصدام والصراع الأبله على دنيا زائلة وتافهة.

 

<!--الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

[ البقرة 269]

المسألة هنا مرتبطة ارتباطا وثيقا بما يدور في صدورنا، من عقيدة وأفكار وأمنيات، فالذي يتمنى المال والجاه والسلطان سيجد أبوابا كثيرة مفتحة من الشيطان، فكلما دخل من أحدها شعر في نفسه ولو بعد حين بالفقر وسيقع في الفحشاء حتما حتى يعود إلى الله الواحد القهار تائبا ونادما وقد عرف أن عدوه الحقيقي هو الشيطان الرجيم.

 

<!--الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .

[ البقرة 275 ]

النظام ألربوي أكبر دليل على أن الشيطان يعد الناس الفقر ويأمرهم بالفحشاء، فقد فسدت أنظمة الاقتصاد القائمة على الفوائد المتضاعفة في كثير من دول العالم المتقدم منهم والمتخلف.