محمد عبد المرضي منصور

موقع علمي أدبي

<!--StartFragment-->

بني لها العُشَّ في نفس المكان الآمن الذي نشأ فيه حتى توافق على الزواج مِنه، وعندما شاهدت العصفورة مكان العش قالت مُتَعجِّبة: سيارة يخرج منها رجل، وتُريد أنْ نسكن هنا في هذا المكان الخَطِر!

قال العصفور: هذا جراج لسيارة هذا الرجل الطيب وهو مكان آمن، لقد تَربَّيْت وكبرت فيه، وكان عُش والِدَيَّ هنا على هذا اللوْح المكسور في السقف الخشبي، وما حاول هذا الرجل إيذاءنا قط.

تنهَّدت العصفورة ثم قالت: هو رجلٌ أمينٌ إذا.

تزوجا وكبر نتاجهما وتكرر الأمر مع الأجيال الجديدة، وأصبح الجراج يحوي دائما سيارة وعُش عصافير على ذلك اللوح المكسور.

مَلَّ الرجل من دوام تنظيف فضلات العصافير على مُقدِّمة سيارته أسفل العُش، فقرر إنهاء هذا الأمر الذي تحمَّله سنوات بإزالة العش وضبط اللوح الخشبي المكسور؛ ولكن الرجل أحسَّ بضميره يناجيه.

الضمير: ربما هي أمانة يا رجل، وربما هو اختبار لرحمتك، وربما هذا الأمر مدخلك لعفو الله.

النفس: نعم أيها الضمير، هُم يدركون أنهم أمانة عندي كما أدركت النملة خطر قدوم سيدنا سليمان وجنوده.

وتذكر قول الله سبحانه وتعالى: [وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ] الآية (38) سورة الأنعام.

فحَمدَ اللهَ على نعمة الضمير، وعاش سعيدًا برؤية العصافير دون إيذائها بالأقفاص كما يفعل آخرون.

 

محمد عبد المرضي منصور

 

<!--EndFragment-->

 

المصدر: مجموعة الإنسان عبر الأزمان القصصية للكاتب محمد عبد المرضي منصور
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 79 مشاهدة
نشرت فى 21 يناير 2024 بواسطة MohamadMansour

عدد زيارات الموقع

2,588