محمد عبد المرضي منصور

موقع علمي أدبي

<!--StartFragment-->

 

 

 

 

 

حزين في بلاد العرب

"الهِجْرَة"

 

قرر أهل المملكة التخلص من الحكيم حزين، فطوَّقوا بيتَه بالحيواناتِ الصغيرة، ثم أطلقوا الضِّباعَ على بيتِه؛ ليكون عِبْرَة لمن يريد قَوْلَ الحقّ.

وضع الحكيم حزين الفلفل الأسود والشطَّة في جُيوبِه ونشَرَ منهما على رِجْلَيْه، وخرج مِن بيته كالملك، ثم نظر إلى الحيوانات المفترسة وقال: ربَّما أنتم اليوم عبيدي وحُرَّاسي وأنا كمَلِكِ السِّحر في هذه المملكة، وإذ لم أرجع حتى المساء اِفترسوا كل أهل المملكة، ثم ولّى كأنه ملكٌ مُتَوّج بعد اِبتعاد الضِّباع عنه كلما تقدَّم.

 

وصل الحكيم حزين إلى مملكةٍ عربيةٍ أخرى، وعندما دخل المسجد سَمِعَ الخطيبَ يقول: أطيعوا ولِيَّ الأمر.

 فقال له الحكيم حزين: مِن أين جِئت بهذه الكلمات يا إمام؟

قال الخطيب: من الدكتور في الجامعة يا رَجُل، و، و، وهناك آية في كتاب الله يا رَجُل.  

فقال حزين: الطاعة لله فقط يا إمام، والرسول هو إنسان لا يُخطئ، أرسله اللهُ إلينا بعلومٍ وأمورٍ وأوامِر مِن عنده سُبحانهُ وتعالى؛ لذا طاعة الرسول هي طاعة لله، أما ولي الأمر فيُخطئ ويُصيب، اِقرأ الآية وتدبَّرها يا إمام، ولا تُضيف كلمة مِن عندك.

ثم أردف حزين قائلا: مِن أين جئت يا إمام بكلمة دكتور هذه؟

فقال الإمام: مِن الجامِعة.

قال حزين: وكم راتبك؟

قال الإمام: حِمْلُ بَعِير من الأرز شهريا.

قال الحكيم: أتبيع دينك يا رجل بدراهم معدودات؟

وهنا لاحقهُ رجال العسس وحُرّاس الحاكم وتمكَّنوا مِنه، فهَمَسَ لهم الحكيم حزين قائلًا: ربَّما فعلت فعلتي لِلَفْت الانتباه؛ حتى يتمكن تاجر المخدرات الذي يعطيكم الأموال من استكمال تحركاته اليوم.

ثم ركب حصانهُ الادهم وتحرك كالملك الهُمام إلى بلدٍ عربيةٍ أخرى.

وعندما وصل إلى أعتاب البلد استقبله حاكِم البلد بالورود والترحاب لأنه على خلاف مع حُكَّام البلاد الأخرى.

أمر ملك البلاد الجمْعِ بالاستماع إلى الحكيم حزين، ثم قال: أوصِنا يا حكيم.

قال الحكيم حزين: يجب أن لا يُقيم الناسُ أماكِن لعبادة النار والأبقار والأصنام بحجة الأخُوَّة والسلام والمحبة، أو إقامة أماكن للكفر وأخرى للشرك في بلاد المسلمين لله، ولا يوجد ما يُسَمَّى "توحيد الأديان"، ويجب على المسلم، وهو مَن يدين ويُسْلِم لله مُخالَفَة الحاكم في هذا الأمر.   

 

فقال الحاكم: لأُصَلِّبَنَّك حتى تأكُل الطير مِن رأسك، لأجعلك عبرةً لأولي الأبصار.

همس الحكيم حزين في أذن المِلِك قائلا: تسجيلاتك ووثائِقُك الكثيرة الموجودة عند اليهود سببٌ في حِمايَتي مِنك؛ لذا لا أريد سماع صوتك الآن.

ثم ركب الحكيم حزين حصانه الأدهم  وتوجه  إلى بلدٍ عربية جميلة، وعندما وصل قال لهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فلم يرد أحد؛ لقد اكتشف أنهم لم يعودوا عربًا، بل يتحدثون لغة المُحْتَلّ القديم.

دعا الحكيم حزين حُكَّام كل البلدان الإسلامية والعربية للجهاد وإبادة الاحتلال على مرأى ومَسْمَع مِن كل العرب والمسلمين، نصحهم ألا ينتظِر أحدهم الآخر، فالجهاد موقوتٌ مِثل الصلاة.

لقد شارك من شارك وتقاعد القاعدون، وكان النصر بفصل الله سبحانه وتعالى.

 

 

 

 

<!--EndFragment-->

 

 

المصدر: من المجموعة القصصية: حزين في بلاد العرب للكاتب محمد عبد المرضي منصور
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 198 مشاهدة
نشرت فى 12 يناير 2024 بواسطة MohamadMansour

عدد زيارات الموقع

3,983