من منا لم يسمع بكلمة فريق؟ وماذا تعني لنا هذه الكلمة؟ إن أول ما نتصوره ونتخيله عندما يذكر شخص ما أمامنا كلمة فريق أن هناك مجموعة من الأفراد يمارسون معا عملا معينا أو يلعبون لعبة معينة كإحدى المباريات الشائعة مثل مباراة كرة القدم أو كرة السلة أو كرة الطائرة. أو أن هناك منتخبا لمتسابقي الدراجات الهوائية يشارك في إحدى السباقات الدولية. إلا أن مفهوم الفريق أكبر بكثير من أن يحدد في الأنشطة الرياضية. فقد أصبحت المؤسسات بجميع أنواعها تزخر بفرق العمل بل وبدون فرق ومجموعات العمل لا يمكن لأي مؤسسة أن تنفذ أعمالها وتحقق أهدافها بكفاءة وفعالية. فهناك فريق مندوبي المبيعات وهناك الفريق الطبي وهناك فريق المفاوضين وكما أن هناك فريق السلامة وفريق المحققين وفريق إنتاج سلعة معينة كالهاتف أو التلفاز وفريق صيانة مولدات الكهرباء و فريق تركيب محولات كهربائية إلى غير ذلك من فرق العمل.



ولو أخذنا بادئ ذي بدء فريق كرة القدم لوجدنا أنه أولا، يتكون من مجموعة من اللاعبين وعددهم 11 لاعبا، ثانيا، أن هناك غاية أو هدفا مشتركا لأعضاء الفريق وهو الفوز في المبارة على الفريق الخصم، ثالثا، أن جميع أعضاء الفريق مسؤولون مسؤولية مشتركة وتكافلية إزاء تحقيق الغاية المشتركة فالفوز للجميع والخسارة للجميع، رابعا أن لكل عضو في الفريق دور معين يقوم به فهناك حارس المرمى وهناك الدفاع وهناك الهجوم، خامسا، أن صفة الاعتمادية والتكاملية في الأدوار والمهمات و المهارات والمعارف بين أعضاء الفريق صفة أساسية. كل ذلك من خصائص أي فريق سواء كان فريقا رياضيا أو فريق عمل مؤسسي. ولكن قد يختلف حجم الفريق تبعا للمهمة الموكولة إليه ولكنه عادة ما يتراوح بين 5 – 12 عضو، فمثلا فريق كرة السلة 5 أعضاء وفريق كرة الطائرة 6 أعضاء، فإذا نقص الفريق عن 5 أعضاء خاصة فرق العمل المؤسسي شح الحصول على عدد كاف من الأفكار والأراء الإبداعية وإذا زاد عن 12 عضو أصبحت السيطرة على الفريق صعبة بسبب الصراعات والتحزبات التي قد تنشأ داخل الفريق.



أما منتخب متسابقي الدرجات الهوائية فهو في الواقع "مجموعة" وليس "فريقا" لأن الخصائص الخمسة للفريق والتي ذكرناه آنفا لا تنطبق عليه. فكل متسابق في المنتخب يسعى لتحقيق هدفا فرديا وهو قطع مسافة السباق بزمن قياسي والجهد الذي يبذله كل متسابق لا يساعد متسابق آخر لتحقيق الفوز وليس هناك هدفا مشتركا ومسؤولية مشتركة بين أعضاء الفريق لتحقيق الهدف كما لا يوجد تكاملية واعتمادية بين مهمات الأعضاء ومهاراتهم وقدراتهم .



وكما أن هناك فرق عمل مؤسسية فهناك مجموعات عمل مؤسسية يطلق عليها أحيانا للسهولة بالفرق وهي ليست كذلك ومثالا لذلك مجموعة مندوبي المبيعات في دائرة المبيعات. فكل مندوب مبيعات في الدائرة مطالب بأن يحقق في منطقته هدفا بيعيا خاصا به وكلما زاد ما يحققه من المبيعات كلما كان ذلك في مصلحته ولا يستفيذ من ذلك مندوب مبيعات آخر. وقد تجمتع مجموعة مندوبي المبيعات لتبادل الآراء والخبرات والتشاور ولكن ليس لحل مشكلات تحصل فيما بينهم كما يحصل بين أعضاء الفريق فالصراع سمة تجدها بين أعضاء الفريق ولاتجدها بين أعضاء المجموعة لوجود هدف مشترك ومسؤولية مشتركة في حالة الفريق وعدم وجودها في حالة المجموعة.



من ذلك نفهم أن تشكيل الفريق أصعب بكثير من تشكيل المجموعة، بل وتحتاج في حالة الفريق أن تبذل جهدا مضنيا في بناءه ليكون وحدة واحدة متماسكة. وقد قيل أنه إذا كان ممكنا اختيار مجموعة أفراد ليكونو فريقا فإن جعل هذا الفريق ليلعب ويعمل معا كوحدة متماسكة هو الأمر الصعب بعينه.

المصدر: ا / محمد ابراهيم شحات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1693 مشاهدة

د / محمد ابراهيم شحات

MohamadIbrahim
ا/ محمد ابراهيم شحات . - استشارى مبيعات وتسويق دولى . ‏‎International Sales Consultant -‎‏ - ‏ماجستير ادارة الاعمال MBA‏ . World Trade Organization Institute -‎‏. Human Resource Development -‎‏. - مؤسس مجموعه نم فكرك -رئيس مجلس ادارة Free Training For Sales‎‏. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

115,128