هذه الإرشادات الغرض منها إعطاء الوالدين فكرة مختصرة عن اضطرابات  (طيف) التوحد وعن كيفية التعامل والتواصل مع طفلهم التوحدي. عند استخدام كلمة توحد هنا فيقصد بها جميع أشكال طيف التوحد.

•  الإعاقات الثلاثية:-

 اضطرابات الطيف التوحدي سلسلة كبيرة متصلة من الاضطرابات وقد تظهر  صعوباتها بأشكال متعددة ومختلفة عند الأطفال ولكن تشخيص الطفل بأنه من

 فئة التوحد يتطلب وجود ثلاثة صعوبات أو إعاقات رئيسية لدى الطفل وهي:

 ( أ ) إعاقات الاتصال:

 إعاقة الاتصال قد تظهر بشكل من الأشكال التالية:

- تأخر وانعدام نمو النطق بالكلمات وعدم وجود وسيلة تعبير أو أخرى بديلة لديه للتعويض عن النطق.

-  بالنسبة للأطفال الذين ينطقون قد تجد لديهم عدم مقدرة على بدء المحادثة أو الاستمرار فيها - في الاتجاهين الأخذ والرد- والانطباع  الذي يتولد هو كأن الطفل يتحدث

عنك ولا يتحدث إليك.

-  الاستخدام المتكرر لعبارات معينة تدور دائماً حول الاهتمامات الشخصية  الخاصة به.

-  قد يستطيع الطفل التوحدي أن يسأل عن احتياجاته الخاصة ولكنه لا يدرك  أن الكلمات يمكن استخدامها للتعبير عن معلومات اجتماعية أو انفعالية (عاطفية).

-  استيعاب ضعيف للاتصالات غير الشفهية.

-  فهم حرفي للكلمات ولا يستطيع فهم السخرية.

 -  الكلام المتحذلق.

-   عكس الضمائر ( اختلاط الضمائر عليه مثل: أنا، أنت، هم).

-   جعل التعليقات الحقيقية خارج نطاق الموضوع.

 -  الإعاقة تؤثر على لغة التعبير ولغة التلقي أيضاً.

 -   تحكم ضعيف في شدة الصوت ونغمته.

(ب) التفاعل الاجتماعي:

إعاقة التفاعل الاجتماعي قد تظهر بإحدى الصور التالية أو بجميعها أحياناً:

- إعاقة في استخدام وفهم السلوكيات والإشارات غير المنطوقة (غير الشفهية) مثل الغمز بالعين أو تعابير الوجه أو الإشارات الجسدية  الأخرى.

-  صعوبة في تكوين علاقات مع الأنداد.

- انعدام البحث التلقائي عن المتعة المشتركة مثل الإشارة المشتركة إلى شيء واحد مع بقية زملائه.

-  الافتقار إلى المبادلة أو الأخذ والعطاء الاجتماعي والعاطفي.

-  صعوبة في الاتصال أو الانتماء للآخرين.

-  أي تفاعل آخر يكون في الغالب من طرف واحد.

 من الواضح أن هناك ثلاثة أنواع من الإعاقات الرئيسية المتعلقة بالتفاعل الاجتماعي في الأطفال من فئة التوحد وهي كما يلي:

1- الطفل المنعزل (أو الانعزالي) الذي يبدو انسحابياً وغير مبالٍ  بالآخرين وقد يكون من الصعب التحدث معه وتسليته عندما يصاب بالضيق والغم .

2- الطفل السلبي الذي لا يقترب بطريقة تلقائية من الآخرين ولكنه يقبل  التواصل إذا جاء بمبادرة من الآخرين.

3- الطفل النشيط (الإيجابي) الشاذ أو الغريب الأطوار الذي يقترب من  الآخرين تلقائياً ولكنه يفعل ذلك بطريقة شاذة وغير مناسبة وهو عادة لا يبالي بردود أفعال الذين يقترب منهم.

-قد ينتقل الأطفال التوحديين من نوع إلى آخر من أنواع التفاعل خلال مرحلة نموهم.

(ج) التصور أو التخيل الاجتماعي:

إعاقة التخيل أو التصور الاجتماعي قد تظهر بإحدى الصور التالية أو  بجميعها:

-  عدم المقدرة على اللعب بالأشياء والألعاب بطريقة تخيلية.

- الميل إلى اختيار جوانب طرفية من الأشياء الموجودة وتركيز انتباهه عليها بدلاً من التركيز والفهم للصورة الكاملة مثل التركيز على عجلات السيارة بدلاً من الاهتمام بالسيارة بكاملها.

- صعوبة في التعاطف وإبداء المشاركة الوجدانية مع الآخرين ورؤية الأشياء من وجهة نظر أخرى.

- نشاطات متكررة بنمط وأسلوب جامد، وقد تأخذ هذه النشاطات أشكالاً مختلفة ابتداءً من تكرار حركة جسدية مثل تكرار فرقعة الأصابع إلى الارتباط الشديد والملازمة لشيء معين إلى حد الشغف بمواضيع معينة مثل حرب النجوم أو جداول مواعيد القطارات أو الفلك... الخ.

- قد يكون الأطفال من هذه الفئة جامدين ومتصلبين جداً في تفكيرهم وقد يجدون صعوبة كبيرة في التأقلم مع أي تغيير وقد يصرون على بقاء أشياء معينة كما هي دون تغيير مثل جلوس الأشخاص في نفس أماكنهم السابقة حول  مائدة الغذاء أو في السيارة أو الذهاب إلى أماكن معينة عبر نفس الطريق أو المسار في كل مرة .

ة

(د) صعوبات أخرى مرتبطة بما سبق لدى الأطفال من فئة التوحد:

  التوافق الحركي:

بعض الأطفال من فئة التوحد يجدون صعوبة في تقليد الحركات أو التحكم  فيها، فهم على سبيل المثال قد يتخذون وقفة أو جلسة شاذة أو يمشون على أصابع القدمين وبعضهم قد يظهر أخرقاً ويجد صعوبة في التمييز بين يسار ويمين وأعلى وأسفل.

  الحساسية المفرطة:

 بعض الأطفال التوحديين يبدون استجابات غير طبيعية للمؤثرات الحسية كما  في حالة الحساسية المفرطة تجاه أصوات معينة مثل صوت الرعد أو أبواق السيارات وقد يكون لدى البعض الآخر نوع آخر من الحواس الزائدة مثل حاسة  الشم أو الذوق القوية.