كرهْنا الحاكمين بلا عداله
تعالى ربّنا عمّأ نقولُ***وربُّ العـــرش ترْهـــبُه العـــــــــــقولُ
نرى الدّنيا ومن أضحى عليها***نعــــــــــــيماً بالتّوهّم لا يزولُ
وتلك خديعة لا ريبَ فيها***سيكشفُها بظُلـــــــــمته الأفـــــــولُ
ومن ظنّ الحياة بلا ممات***فقد لعبت بصـــحوته المــــــــيول
فلا تطمع فإنّ الموت آت***ودفن النّاس تفرضه الأصــــــــول
////
حكومتنا تُراوِغُ في الحوارِ***لتَقْذفَ بالحُـــــقوقِ إلى المَجاري
تُسَوِّفُ كيْ نَظَلَّ بلا حــــقوقٍ***ولا أمَـــــــــلٍ يَقودُ إلى النَّهارِ
كأنَّ شُعوبَنا أَضحتْ رَقيقاً***يُكَبِّلُها التَّســــــــــــــــلُّطُ بالحِصارِ
ونحنُ كما تَرانا في ظَلامٍ***نُفَتِّشُ في الحَــــــــــياةِ عَنِ الحِوارِ
فَهيّا يا شَبابَ العَصْرِ هَيّا***فَإِنَّ العَصْرَ أَشْبَهُ بالقِــــــــــــــطارِ
////
نحوقل في المساء وفي الصّباح***ونجهر بالنّداء على الفـــلاح
ونسجد في الصّلاة بلا خشوع***ونسرع كي نعــود إلى النّباح
وإن خطب الإمام وقال حقّا***بدعوتنا إلى قيـــــــم الصّــــلاح
تجاهلنا السّماع له احتقارا***وخضــــنا في القبيح من الطّلاح
وهذا الطّبع شرّ مستطير***سيهجم بالغروب على الصّـــباح
////
أحسّ بأنّني شرس الكلام***لدى الجهّال من حــــمر اللّئــــام
ولست بنادم عن كلّ حرف***رجمت به الضّــباع من الأنام
سأبقى ثائرا مادمت حيّا***على درب النّــــــضال مع الكرام
فدعني لا أريدك أن تلمني***فإنّ اللّوم من ســــفه الكـــــــلام
وقل لي لفظة تحيي ضميري***لأخرج في الحياة من الظّلام
////
ركعتم كالجمال على الرّكب***لمن شربوا العصير من العنب
وفي أوطاننا اغتصب العذارى***على نغم الرّفيع من الطّرب
وقد جفّت دموع القهر لمّا***تغلغل في ثقافتنا الغــــــــــضب
فما أقسى التّسلّط في بلادي***وما أشقى الشّعوب من العرب
نسافر كالبهائم في المآسي***ومن سئم الرّكوع فقــــد هرب
////
سنبقى كالمآثر جاـــــمدينا***وأسرى بالغبـــــــــاء مكبّـــلينا
وقد علم الجميع بما أصبنا***ونأبى أن نقرّ العجز فيـــــــــنا
أصبنا بالضّلالة منذ صرنا***بعار الجهل نرتكب المشـــينا
ترانا في تمـــــلّقنا كلابا***نبصبص تحت نعل الحاكمــــينا
وإنّ الذّلّ يعصر كلّ نفس***فيصـــــبح حقدها حقدا دفـــينا
////
كرهنا الحاكمين بلا عداله***ومن دفعوا الشّباب إلى البطاله
وإنّ المارقين متى استطاعوا***أتوا بالظّلم في صفة العداله
تراهم يحكمون كما أرادوا***وشرع الغاب تنهجه الحـــثاله
ألا أبلغ كلاب الصّيد عنّا***وقل للآكـــــــــــلين من الزّباله
إذا مالظّلم طال النّاس ثاروا***على أهل التّسلّط والضّلاله
محمد الدبلي الفاطمي