إلى معرة النعمان المدينة التي تبكي فراق أحبّتها وإلى كلِّ مغتربٍ عن معرة النعمان من أبنائها أهدي قصيدتي
( هجرةٌ قسريَّة)
أتيت إلى المعرَّة بعد نأيٍ أسائلُ دورها عن ساكنيها
وأسألُ سوقها عن قاصديهِ وكلَّ دروبها عن عابريها
وأسألُ كلَّ ركنٍ عن ذويه. وكلَّ شُجيرةٍ عن زارعيها
ألا أين المعرَّةُ يومَ كانت. تضِجُّ بأهلها وبزائريها
ألا أين المباني شاهقاتٌ وقد ركعت تئنُّ على ذويها
وتحضنُ وهي راكعةٌ رفاتاً لأشخاصٍ قضوْامن قاطنيها
وأُخرى ساجداتٌ في خشوعٍ تقبَّلُ أسّها ومؤسِّسيها
وتنتشِرُ الحجارةُ شارداتٌ تفتَّشُ كلُّ أختٍ عن أخيها
ألا أين المساجدُ عامراتٌ بأهل الذّكر من متعبِّديها
ألا أين المقاهي والنّوادي. وأين شبابها يلهونَ فيها
فلم يكنِ الجوابُ سَوى دمارٌ يعبِّرُ عن خرابٍ حلَّ فيها
###############
لقد فرَّ الأحبَّةُ من هلاكٍ رأَوْه يُصيبُ بعضاً من بنيها
وخلَّوْها يعيثُ الشَّرُّ فيها. بكلِّ بقاعها ويصول تيها
لقد غادرتها بالأمس تبكي. ألوفاً قد قضَوْا من ميِّتيها
وعدُّتُ وجدتها تبكي وتنعي. ألوفاّ لا تزالُ تعيشُ فيها
###############
مدينتنا التي ظلَّت قروناً يظلِّلُها السلامُ ويحتويها
وتزدهرُ التجارةُ في رباها. تبيعُ المنتجاتِ وتشتريها
سترجِعُ مثلما كانت وأحلى. بفضلِ دعاتها ومثقَّفيها
مآذننا ستبقى شاهقاتُ ويعلو الصوتُ صوتُ مؤذِّنيها
مدينتنا سترجع رغم أنفِ الذين تمرَّسوامن مجرميها
وتبقى منبعاً للضَّوء زاهٍ يُشِع ُّالنور عبر بني بنيها
سامر الشيخ طه
تمَّت