مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

خماسية الغرور

ــــــــــــــــــــــــــــــــ قصص قصيرة جداً

1ـ عقربٌ كبيرٌ بهيئةِ إنسانٍ، لم يجدْ أمامَهْ سواها لينفثَ سمومَ هزائمِهِ، فيدوسُ على البنفسجِ بأقدامهِ السليطةِ، فجعلَها تتمنى الموتَ كلَّ لحظةٍ، ولأنَّ الإنتظارَ والنسيانَ كلاهما مؤلمُ جداً، طافَ لسانُها بالقرآنِ الكريمِ، فوقعَ نظرُها على الأيةِ:" وإصبرْ على ما أصابَك وأهجرْهُم هجراً جميلاً".

2ـ حُكِمَ على الضميرِ بالسجنِ المؤبدِ لأنَّهُ قالَ، لا للظلمِ، ولأنَّ الضميرَ إمرأةٌ صلدةٌ صاحبةُ إرادةٌ شريفةٍ، مزقَتْ صورةَ الطاغيةِ، فإجتمعَ أصحابُ الألسنةِ اللعقةِ بالرذيلةِ وقالوا لها: أأنتِ فعلتِ هذا؟ قالَتْ: بل فعلَهُ كبيرُكم! وأشارَتْ الى رجلٍ يرتدي بزةً راقيةً، ذي مظهرٍ دكتاتوريٍّ لكنَّ قلبَهُ كأنَّهُ بطونُ الحياتِ.

3ـ هيبةٌ صنعَها اللهُ في مخلوقةٍ تعودَّتْ أنْ تكونَ رجلاً في المهماتِ، لم تتمكنْ سُحبِ الحقدِ والغيرةِ أن تنتقصَ منها، فسلاحُها العلمُ والعفةُ، لكنَّ والدتَها المقعدةِ وعلاجَها الغالي، جعلَها تعملُ خبازةً في الليلِ، وللحظةٍ أصابَ صاحبُ المزرعةِ الغرورِ، بأنَّهُ صيادٌ ماهرُ يستطيعُ أنْ يقلبَ جسدَ الخبازةِ الماهرةِ، فتركَتْ أثرَ سيخِ حديدٍ تقلبُ بهِ الجمرُ المتقدُ في التنورِ على ظهرِهِ!

4ـ يشرعنُ وجودَهُ بكونِهُ مراقبٌ صحيٌّ في مدرسةِ البناتِ، وكلما أصابَ الفيروسُ القاتلُ إحداهُنَّ، إحتفلَ على طريقتِهِ الخاصةِ، ليتصلَ بالشركةِ الصهيونيةِ، ليخبرَها بأنَّ لُعابهِ أخذَ مأخذَهُ من ثغرِها سارياً بعدوى مرضِهِ المعدي الى جسدِ البراءةِ، ثمَ حصلَ إنشقاقٌ بينَهم بسببِ خطأ فأحُرِقَ جسدَهُ في مقلعِ من الظلماتِ.

5ـ في بحرِ القسوةِ الأسودِ لم تتفقْ الضمائرُ مع القلوبِ، فكانَ الشيطانُ يصولُ ويجولُ في أروقةِ اللسانِ، معلناً حرباً بلا هوادةٍ، وبما أنَّ النفقَ المظلمَ يسكنُهُ ورمٌ خبيثٌ، قررَتْ مكوناتُ الدمِ تشكيلَ فصائلَ لمقاومةِ المستبدينَ، فقامَتْ بحملةٍ كبيرةٍ لزرعِ البراعمِ الذوقيةِ المضطهدة،ِ والمهمشةِ فوقَ ألسنةٍ المغرورينَ، ولنزاهتِها فقد إنتصرَتْ وأثمرَتْ عن قلوبٍ مطهرةٍ ونفوسٍ معطرةٍ.

أمل الياسري/ العراق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 26 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

99,576