أبواب تعرف الحكاية!
بداخلِها طفلةٌ صغيرةٌ، تنتظرُ خروجَ صديقَها من المعتقلِ، لكنَّها بالإنتظارِ تحاولُ الخروجَ من جلدِها، أتعبَها تمردُ العالمِ، قرأَتْ كتاباً حولَ موسيقى الفقراءِ، فأختارَتْ عزفَ سيمفونيةَ الصمتِ اللاذعِ، حتى لا تؤذي أصدقاءَها الجياعَ، فكانَتْ هنالكَ أربعةُ أحرفٍ ملأَتْ أركانَ وجودِهم (طعامٌ)، ورغمَ وجودِ جيشٍ من الكلماتِ والمشاعرِ، فقد سافرَتْ حروفُها الى محطاتِ الدمعِ، وإستقرَتْ على أسوارِ الوجعِ وأطفأَتْ حرائقَ الحنينِ، لتقدمَ لهُ ببشاشةٍ طبقَهُ المفضلِ، لأنَّهُ لم يأكلْ منذُ يومينِ، وقد عمَلتْ يوماً كاملاً في مزرعةِ التاجرِ الشيطانِ، لتوفرَ مالاً تطبخُ بهِ أربعةَ أحرفٍ لحبيبِها! وقالَتْ لهُ: لقد شحذْتُ لكَ عدةَ خناجرَ لتطعنَ بها عدونا.
أثناءَ حديثِهما على المائدةِ، أخبرَتْهُ أنَّها دفنَتْ برميلَ متفجراتٍ في مزرعةِ التاجرِ البغيضِ قربَ باحةِ دارهِ، وتركَتْ حذاءَها لتهرولَ بعيداً عن خادمهِ القذرِ، وفجأةً أُقتِلعَ البابُ من مكانهِ على يدِ أقزامٍ طوالٍ!
أمطرَتْ ألسنةُ الشياطينِ بُزاقاً، وإرتعشَ رقاصُ الغيرةِ في جسدِ الشابِ، تناولَ خنجراً، وطعنَهُ في خاصرتهِ وقالَ: لن يطولَ المقامُ بكم يوماً ما سترحلون، ووجَّهَ كلامَهُ للحبيبةِ: تأكدي أنَّ الأبوابَ ستعزفُ موسيقى الفقراءِ.
بقلمي...
أمل الياسري/ العراق