داءٌ و دواء......
على بحر سدوده غفت في رحال الزمان .. القي بريشة التنقيح و ارمح في كل مكان... هي الغربة داء دوائها اهمال.. صمت به الحنين غرد اليوم و فاضت به الالحان...رسمت الحروف بريشة فنان.. غزلت العمر في غربة الخذلان.. لون به البنفسج صداح كتغريد بلابل الرحمان... نسيت بها التعريف و التفسير و صممت درعا به يحميني من أي هوان.. بقيت في ما به خرجت من رحم الاوطان..الغربة بوابة نرتحل بها لا تلفيق و لا لوث بل بوح مشبع الحرمان...لمن اقيم الشرح و التفصيل.. و غربتي باتت حِرفة وامتهان... لمن احلل سير شرايين اقحلها حنين ذاك الزمان.. لاتسني عن الغربة هي بوابة للتعميم و شرح كزيت سال من طبق امي حمل طيب و رتب الامان...
بقاموسك تمعنت ولحروفك فسرت و بقامتي انشدت ما كان ولم يكن.. رسمت التاريخ سجاد به اقيم الصلاة و أُبيض الصف و اغزل النفس و اغربل الاشواك.... غربال بك بات تنقيح المعارف و اجمعت اشوال نفايات النفس و الاخبار .. صقلت معدنك و رششت به عطر دين محمد.. على قارع الطرقات انثر الابتسام و ارحب لمن لي يرى اني من عالم واق به الطير نخر و هشم العظام.....داءك اوقع النصل و بجرحه كان الدواء.. هي العزة و الاحتماء بكل معرفة و كل رواية سردتها امي في مهدي و بها ارضعت جيل له رفعت صارية السير و عبدت الطرقات...رغم سرطانها لكنها دواة و راوية لفعل و عمر بات محمل بنطق الضاد و الظاد و بها نقشت سر الخبرة و رشحت العث و الغيت السبات... سيداتي سادتي لم أَقم في ان اكون للسيادة قامة ،بل لها وقفت احلل فلسفة الوجود .... 40 عاما ومازالت ذكرياتي سجادة بها ارتقي و بها احمل راية الانسانية في كل شبر و لحظة بها احقق اني من بلد الف ليلة وليلة.. مشبعة بخير العطاء و سيل الحب..ماكانت الغربة قصاص ولا زوبعة بل هي وقفات بها تعلمت رياضة الفرسان...
استودعت القمر في ليل البلاد و حملته شعائر الود و العباد... كتبت له رسائل شوق وبها رتلت كل البدايات... ما شكوت غربتي بل بها رسمت قانون حرية لا وغداَ بها قارع الخير و لا علق الاصفاد...
3\11\2018
أمال السعدي
