مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠ 

 

   ♠ ♠ ♠  الحُبُّ الأَوَّلُ ♠ ♠ ♠ 

 

♠ ♠  هَلْ مِنْ الحَظِّ العَاثِرِ أَنْ يَكُونَ الحُبَّ الأَوَّلُ ، هُوَ أَوَّلُ مَا يَدُقُّ لَهُ القَلْبَ ، ويككل بعده بِالزَّوَاجِ ، وَيَكُونُ هَذَا الزَّوْجَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ يُضَعُ يَدُهُ عَلَى أنوثة هَذَا الجَسَدِ ويحركها ، فَيُشْعِرُه بِمَا لَمْ يَشْعُرْ بِهِ مِنْ قَبْلُ ، حَتَّى أَصْبَحَ هُوَ وَحَدِّهِ مُصَدِّرًاً لِكُلِّ سَعَادَةِ ومتعة ، فقِصَتِنَا تُحَاوِلُ البَحْثَ عَنْ إجابة لكل هذه التساؤلات ، فهِيَ فَتَاةُ الحُبِّ عِنْدَهَا رِوَايَاتٌ تُقْرَأُ فَقَطْ ، وَلَا يمَارِسُ حتى ولو في الأحلام ، إلا عند الزواج فقط ، كاكل بناتنا في بلادنا العربية ، فقد َنشَأتْ عَلَى هَذَا المَعْنَى حَتَّى اِنْتَهَتْ مِنْ دراستها الجَامِعِيِّة ، وفجاءة اِلْتَقَتْ هي  بشَابٌّ يَحْمِلُ كُلَّ مَعَانِي الشَّبَابُ وَيَتَمَتَّعُ بِحُبِّ الحَيَاةِ ، وَيَحْمِلُ رَغْبَةً فِي أَنْ يُحَقِّقَ لَهُ مَكَانُهُ تتلائم مع تطلعاته المشروعة ، التَّقِيَّ بِهَا وَمِنْ أَوَّلَ يَوْمِ مَالٍ لَهَا ، وَالمُدْهِشُ هُوَ أَنَّهَا مَالَتْ لَهُ أيضاً ، وفجأة وجدت أن هناك في صدرها قلب يدق ، وَعَاشَتْ الحُبْ حَقِيقَةً لَا كَلِمَاتِ قصص ورِوَايَاتٍ ، وَتَزَوُّجًا وَلِأَوَّلِ مَرَّةٍ تَشْعُرُ بِحَضِّن غَيْرِ حِضْنِ أُمِّهَا ، وَرَأَتْ فِيهِ مَذَاقًاً خَاصاً أُشْعِلُ لَهَا أنوثها فَتَعَلَّقْتُ بِهِ ، وقررت أن تسكب في حياتها كل المخزون من الحب ، الذي قرأته في الكتب ، وشاهدته في الأفلام الرومانسية ، وَأَنْجَبَتْ وَلَدًا ثُمَّ أُخُرٌ ، وَشَعَرَتْ أَنَّهَا تَدَيَّنَ لِهَذَا الرَّجُلِ بفَضْلَيْنِ الأَوَّلُ أَنَّهَا بِهِ تَعَرَّفَتْ عَلَى أُنُوثَتِهَا حقيقةً ، وَالثَّانِي أَنَّهُ كَانَ بفضل الله السَّبَبُ فِي أُمُومَتِهَا ، وَعَاشَتْ الحُبَّ مَعَهُ وَمَعَ ثَمَرَاتِ حُبِّهَا ، ثم فجأةً كما جاء فجأة ، فقد رَحل أيضا فجأة ، وَلَوْلَا أَوْلَادَهَا لَشَعَرَتْ أَنها رَحَّلْتُ مَعَهُ يَوْمَ تُرْكِهَا ، ثم قررت العَيْشَ عَلَى ذِكْرَيْ حُبِّهَا ، وَرِعَايَةَ أَبْنَائِهَا ، وَلِأَنَّهَا جَمِيلَةً وَصَغِيرَةً ، فَقَدْ نَصَحَهَا عُقَلَاءُ أَهْلِهَا بِأَنَّهَا لِأُبْدَ مَنْ أَنْ تَعِيشَ حَيَاتَهَا ، وَتَتَزَوَّجُ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِهَا ، وَتَقَدُّمٍ لَهَا الكَثِيرِينَ وَمِنْ الغَرِيبِ أَنَّهَا تَعَجَّبْتُ أَنْ يَتَقَدَّمَ لَهَا أَخْلَصَ أَصْدِقَاءُ زَوْجِهَا ، وَلَمْ تَفْهَمْ أَنَّ لِلحَيَاةِ قانون وفَلْسَفَةٌ تَخْتَلِفُ عَمَّا هِيَ مُقْتَنِعَةٌ به مِنْ فلسفات ، وقد تكون تكونت عندها من القراءات الرومانسية ، والتي عادة تتحدث عن أشياء قد تكون حدثت ، على بعد من أرض الواقع ، وَلَمَّا زَادَ الضَّغْطُ عَلَيْهَا لَمْ تَجِدْ إِلَّا اللُّجُوءُ إِلَيَّ رَبَّهَا ، وَظَلَّتْ تَدْعُو يَوْمِيًّا فِي سجودها ، أَلَّا يَكْتُبَ عَلَيْهَا اللهَ أَنَّ تَكَوُّنَ زَوْجِهِ لِرَجُلٍ بَعْدَ زَوْجِهَا ، فهي لا تتصور كيف ستكون لرجل آخر ، وهي على يقين أنه قد مات في صدرها قلبها ، حتى جسدها تشعر أنه أصبح بارداً بعد موت حبيبها ، وإن كانت كل ليلة تريدي الأجمل من ثيابها ، وتضع الجميل من عطرها ، على أمل أن يأتي لها ، ولو في حلمها ، لتثبت له شوقها ، وتشتكي له حزنها وتستيقظ في الصباح  وتقول لنفسها ، سوف يأتي الليلة القابلة لحضنها ، عاشت وهذا هو الحب عندها ، وَهُنَا يَأْتِي السُّؤَالُ هَلْ الذنب هنا من أَنَّهَا لَمْ يَدْخُلْ حياتها فِي يَوْمٍ مِنْ الأَيَّامِ غَيْرِ زَوْجُهَا ، أو السؤال بطريقة أكثر وضوح ، هل ذنبها أنها لم تعرف دفئ الأحضان ، قبل أن تستقر في حضن زوجها ، وَأَنَّ أَيَّ رَجُلٍ أُخُرٌ لَنْ يَسْتَطِيعَ أَنْ يَجْعَلَهَا تَنِّسِى عشقهَا ، أو أنها إنسان من معدنٍ خاص ، فالنساء تتعدد في مشاعرها ، كما تتغدد في الوانها ، وَأَنَّ أَوْلَأدَهَا وَهُمْ أَمَّام عينها ، هُم شُهُودٌ عَلَى حُبٍّ عَمَرِّهَا ، وَالسُّؤَالَ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى مَا ذَنْبُ هذا الرَّجُلِ الذى سُوف تدفعه الحياة ليَعِيشُ مَعَ سَيِّدَةِ تَحَمُّلِ تُرَاثاً هُوَ كُلَّ عُمْرِهَا ، وَهَلْ يُقْبِلُ أَنْ يَعِيشَ مَعَ مَنْ قَدْ تُعْطِيهُ حُقُوقَهُ الشرعية كلها ، َلَكِنْها لَنْ تستَطِيعَ أَنْ تَمْنَحَهُ ولو جزءً من قَلْبَهَا ، هُنَا أَقِفُ وَلَا أُجِيبُ ، وَكُلُ مَنْ يَقْرَأُ هَذِهِ الكَلِمَاتِ عَلَيْهِ أَنْ يَبْحَثَ بداخله عَنْ إجابات لكل ما طرح في هذه القصة من أسئلة ، ويعطي تفسيراً لِهَذِهِ الحَالَةْ.

 

♠ ♠ ♠ أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

103,261