مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

تدهورت الدّراسة في بلادي

نعلّم في المدارس بالهراوه***وذهن الطّفل ترعبه القــــــــساوه

ونجهل كيف نبتكر التّرقّي***وقد تعــــــب الصّغار من التّلاوه

تدهورت الدّراسة في بلادي***وعمّ الغــــــشّ مدرسة الهراوه

وهذا في الحقيقة سوء نهج***تغلغل في الفــــــساد وفي الغباوه

فمن يصلح عيوب الغشّ فينا؟***ومن منّا ستــــرضيه الشّقاوه؟

////

نعلّم ما يعدّ من الــــــقشور***وكــسب العلم يضعف بالقـصور

ألم تر سوء الفقه أضحى***جليّا في الحديث وفي السّــــــطور

وأنّ الغشّ أورثنا الـــــتّدنّي***فصرنا في المـــدارس كالقبــور

تجمّد فهمنا كمّا وكيفــــــا***وعشّــــشت الغباوة في الصّــدور

إذا ما الجهل سيطر في بلاد***تشـــــــرّد أهلها خلف العصور

////

نلقّن نسلنا قيم الخــــضوع***ونجبرهم على حبّ الخــــــنوع

ونضربهم إذا رفضــوا وأبدوا***معارضة لظاهــــرة الرّكوع

كأنّ خضوعهم أدب ودين***وموهبة تدلّ على السّـــــــــطوع

وما قيم الهوان سوى امتداد***لقهر قد ترسّخ في الضّـــــلوع

علينا أن نصحّح ما استطعنا***لأنّ اللّيل يهزم بالشّمـــــــــوع

////

يسيطر في مدارسنا المدير***ويأمرنا بمــــــــــــــا أمر الوزير

وإن نحن اتقـــــدنا أو رفضنا***سيعصرنا المــــفتّش والمصير

كأنّ ثقافة التّركيع فيــــــنا***نظام لا يعارضه الحــــــــــــــمير

وقد كثرت كلاب الصّيد لمّا***تقوقع خلف محنتـــــــــه الأجير

نطيع أوامر الجهّال حتّى***ولو رفض المعلّــــــــــم والصّغـير

////

غرقنا في شذوذ المفسدينا***وهبّ اللّيل فابتلـع المبــــــــــــينا

فقدنا الجدّ في التّعليم حتّى***أتانا الغشّ فالتــــــهم اليقـــــــينا

كأنّ ثقافة الغشّ استبدّت***فأنجبت البطالة في البنـــــــــــــينا

عليـــــنا أن نبادر إن أردنا***لنصـــــــــــلح شأننا أدبا وديــنا

وأمّا إن عجزنا وانحططنا***سنرمى في المزابل أجمـــــعــينا

////

أروني جدّكم كمّا وكيفا؟***فلن تجدوا عدا زورا وحيفـــــــــا

غرستم في الصّغار بذور غشّ***مفاسده ارتقت بردا وصيفا

وقلتم: إنّكم تسعون فعلا***لتنمية تعيد الصـــــــــــــــفّ صفّا

ولكنّ الـــــنّتائج قد أقرّت***بأنّ الوهــــــــم زاد النّاس خوفا

وليس لأمّتي والله حلّ***سوى إصلاحنا كمّا وكـــــــــــــــيفا

 

محمد الدبلي الفاطمي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

103,222