مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

مسخرة

 

رشفت من كأس الذل جرعة

ثمل قلمي فخط 

هذه الكلمات المعطرة

 

عدل عقالك يا عربي

يكفيك كبر 

و منظرة

 

أبواقكم خزي لعلعت

أنتم فتنة و

 مسخرة

 

كزبد البحر أنتم

صراخ و تهديد

حتى أتقنتم فن الثرثرة

 

تتباهوا بالموائد الفاخرة

الفواكه فوقها ترقص

و ترقد عليها فراخ محمرة

 

كروشكم العفنة أمامكم

نمت و ترعرت

و الأطعمة فيها مخمرة

 

أمعاؤكم من التخمة

غطت في سبات عميق

لها شخير قسورة

 

الغازات الكريهة محبوسة

تغلي و تفور

إذا ما خرجت صوتها

يعلو صوت المدرعة

 

أمعاء الفقراء من الجوع

تشتكي و تتلوى

لها صوت كالكركرة

 

تتفاخروا بأموالكم الزائلة

تشترون بها الحشم و الخدم

و بلاد العرب مستعمرة

 

تاجرتم بالأوطان

لمن يدفع أكثر

فأتقنتم فن السمسرة

 

تمجدون الماضي

و الحاضر غريب

فيه الهزائم مكررة

 

الجريء إذا ما رفع رأسه

عقابه قطع اللسان

أو نزع الحنجرة

 

أسود على شعوبكم

إذا نادوا بالحرية

فيهم ترتكبوا ألف مجزرة

 

لتحموا عروشكم

 وتظهروا بطولاتكم

 للأسف خدودكم للغرب مصعرة

 

شعوب أنتم أدمنتم الذل

ارتشفتموه كؤوسا

حتى أصبحت حواسكم مخدرة

 

أبطال في الصراخ و العويل

و وقت الجد تشير إليكم

المؤخرة

 

القنابل و الصواريخ

تلهو في أجساد العزل

و الموت يهرب نحو

المقبرة

 

 الأنهار و البحار

لوثتم شطآنها

من الفرات حتى مرمرة

 

الحانات و الشوارع

 تشهد عليكم

من باريس حتى أنقرة

 

 من شطآن البحر

و  الحانات لملموا كرامتكم

المبعثرة

 

البذخ على الراقصات

و شرب الخمر

أبدا لم يكن مفخرة

 

تعلمنا أن الطريق المنحني

طويل امش مستقيما

كن كالمسطرة

 

المرأة تلهث خلف العري 

و هي متأكدة أنها حرية

مزورة

 

الكل يتمنى رضاها

و إشارة منها

كل جنود الأرض لها مسخرة

 

لو خرجت تبحث عن عمل 

من غمزة ستكون الوظيفة

ميسرة

 

رائحة عطرها تسبقها بأميال

تيقظ الأنوف الزكمة

و تطرب لها القلوب المتحجرة 

 

تظهر مفاتنها 

 الصدر الممشوق

كأنه قنابل متفجرة

 

السيقان تلمع  

مع أشعة الشمس

كأنها جند مستنفرة

 

لو وضعت ساق على ساق

من الهول سيسقط سيف

عنترة

 

الملابس الضيقة تخجل منها

 تظهر من خلفها أكوام الشحم

المقنطرة

 

تتهادى بخطى لتلفت الأبصار

هي في الحقيقة دبابات 

مجنزرة

 

إذا نهضت تلهث

تخرج منها الآهات

كأنها في ولادة متعسرة

 

إذا غضبت برزت أنيابها

كلبؤة انقضت على فريستها

في لحظة مبهرة

 

صراخها المدوي 

يصل عنان السماء

كرعد في ليلة ممطرة

 

زفيرها يتصاعد

من شدة غيظها

كماء يغلي في طنجرة

 

دموع التماسيح

تخدع بها الجميع

تسيل على الخدود

كأنها مياه مقطرة

 

تقف أمام المرآة ساعات

تتأمل نفسها

تعزي صورتها المقعرة

 

عيوب الزمن لن تخفيها

المساحيق و الألوان

و لا حتى السنفرة

 

 يا ابنة العرب مهما

 تظهري من مفاتنك

أبدا لن تكوني متحررة

 

ناجوا رب العباد

في النهار و الليل

و ارجوا منه المغفرة

 

إبراهيم مصطفى الزاملي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 30 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

100,719