أَيا لغةَ العُروبَةِ لا تنامي
أنا لغةُ الحضارة والكتاب***أنا المطرُ المحـــــــــمّلُ في السّـحاب
أنا الفصحى بذكر الله تتلى***فتنتفض العقول من السّــــــــــــراب
أنا البحرُ المحيط بروح وحي***تعطّر بالهدى عـــطر الصّـــواب
أنا الإبداعُ ديناً وانتــــــساباً***أتوقُ إلى الفصــــــــاحة في شبابي
فكيف تحوّل المنطوقُ لغواً***وسيّدةُ اللّــــــــغات بلا انتـــــساب؟
////
أنا عربــــــــيّةُ القرآن ذكرا***بياني في البـــــلاغة فاح عــــطرا
يعيّرني الضّعاف بكلّ عجز***وبنية منــــــطقي تنساب يــــــسرا
بعلم النّحـــــو بيّنها رجال***وأغــــــــنوا إرثــــــــها أدبا وفـــكرا
فجــــاء اليوم قوم حاربوها***بلغــو في التّواصل صار جهـــــــرا
فهل نسي الشّباب لسان مجد***أقام حضـــــــــارة برّا وبـــــحرا؟
////
لساني في الحديث لسان ضاد***وديني في الهــــــدى دين الرّشاد
تعقّبني التّـــــخلّف من قرون***ولاحقـــــني التّدهور في بـــلادي
وسعت كتاب ربّ العالميــــــــن***وعند الأهل قد كــثر انتــقادي
رموني في الشباب بكلّ عقم***وفي الــتّدريس قد عبــــثوا بزادي
فأضحى في الورى ذكري ضعيفا***وعطّلت العزائم في العـــباد
////
أرى الفصحى بثورتها تجود***وسحر الضّاد يعشـــــــقه الوجود
ورثنا العلم في القرآن فقها***وفيه الوحي يـــــــــــــطبعه الخلود
كتاب بالبيان أتى صريحـــــا***فبان الحقّ وانهزم الجحــــــــــود
وجاء الفتح بالفتوى مبينـــــــــا***يؤازر نصره الصّـــــمد الودود
وقد أضحى به الإسلام شمسا***أشعّة نورها نعـــــــــــــــم وجود
////
أيا لغة العــــــــروبة لا تنامي***فإنّ الــــــنّوم أثّــــر في الأنـــام
أريدك أن تعودي عند أهلـــي***وحرفك في الرّفيع مــن المـــقام
فأنت الأمن في وطني وديني***وأنت النّور في غســــــق الظّلام
أحبّك حبّ أمّـــــي في فؤادي***لأنّك في فـــــــــمي مسك الكلام
ولن أختار غيـــــرك يا لساني***لأنّي قد عشــــــقتك في غرامي
محمد الدبلي الفاطمي