المعلم
انهض يا شوقي
انظر ماذا فعلوا
بالمعلم الذي كاد
أن يكون رسولا
لم يشفع له سنه
فنكلوا بجسده تنكيلا
أفنى عمره يشرح حتى تاه
بين الكراسات و الطباشيرا
درس اللغة على أصولها
لجيل أضاع الفاعل و الفعل و المفعولا
علم الضمائر بأنواعها
كانت ضمائر البشر هباء منثورا
خالفوا أحكام التلاوة
فكانوا له أكثر نفورا
شرح عن النعت باستفاضة
كان نعت البشر أغلبه مذموما
شرح عن الأدب و أصله
فكان الأدب من أفعال الطلاب مظلوما
هو قدوة حسنة للكل
أخلاق الطلاب الحمقى من كان عنها مسؤولا
الويل لك يا معلم
القوانين المستحدثة دمرت التعليم تدميرا
الحروف الهجائية رأفت به
و قسوة أغبياء أخذته مكوى و غسيلا
الأعداد حدت عليه و نادت باسمه
بكرة و أصيلا
هل يجدي الإضراب نفعا عليه
و هو من داخله محطم تحطيما
قدم حياته لخدمه العلم
كانت مكافأته لا حمدا و لا شكورا
إن مات الكل يمشي في جنازته
شكرا لكم لقد كان سعيكم مشكورا
تحد عليه المدرسة ثلاثة أيام
و بعد الحداد كان نسيا منسيا
نبينا الأمي قال إن العلماء ورثة الأنبياء
من يفهم أن هذا كان في الحديث مكتوبا
رب العباد كرم العلماء
أنه كان ذلك في الكتاب مسطورا
أيها المعلم الفاضل لا تيأس
رب العباد كان جزاؤه عظيما
إبراهيم مصطفى الزاملي.