شربنا المرّ من وجع اللّيالي
تحرّك فالحراك هو القــــــــدر***وجبنك في الحياة هو الخـــــطر
ستصبح في الورى جحشا ذلولا***لتحـــــلب طائعا مـــثـــل البقر
لذلك فالحراك هو التّــــــحدّي***به الأحرار قد صـــــــنعوا القدر
تحرّك واستــــــــعن بالله ربّا***فبعد العسر يسرك منـــــــــــتظر
وإن أنت انبطحت غدوت هيعا***بلا سمع تعيش ولا بصـــــــــر
////
ركبنا السّحت فانتشر الضّلال***كأنّ السّـــحت شرّعه الهـــــلال
أصبنا بالغــــــباوة في بلادي***وبيــــــــن ذكورنا قــــلّ الرّجال
أضلّ عقولنا جشع رهيب***وفوق رؤوسنا جـــــــــــــــثم الوبال
شربنا المرّ من وجع اللّيالي***ولم ينفع عزائمنا النّــــــــــــضال
تشرّدنا فنال الغــــــــيّ منّا***وسوء الحال يعكـــــــــسه المجال
////
نساق إلى المفاسد كالحمير***ونشرب في الهوى ماء الشّــــعير
ونتّهم النّـــــــساء بكلّ خبث***ونكره في الورى أهل الضّـــمير
طبائعنا تدلّ على انحـــــطاط***يشبّه بالأصمّ من الحــــــــــمير
نصدّق ما يقال بدون فهـــم***ونجهل ما سيحــــــصل للمصير
كأنّ قرائح التّفكير غابت ***فسلّمت العــــــــقول إلى الشّـــخير
////
دعوا الدّهماء تفعل ما تشاء***فنحن الــــــــــيوم ينقصنا الذّكاء
نسير على البطون كما الأفاعي***وفي أفــــــعالنا سكن الوباء
تأمّل ما تراه من المــــــعاصي***وقل لي:كيف ينفـــعنا الدّواء؟
نبيع مصـــالح الأوطان زورا***ونركب في الرّذائل ما نــــشاء
وهذا زاد من جــــهلاء أهلي***فما سلم الرّجال ولا النّــــــساء
////
هلمّوا يا شــــباب العاطلينا***فأنتم رأسمال الشّــــــــــعب فينا
لكم مستقبل الأوطان نادى***وأخبركم بكـــــــــــــــيد الكائدينا
وأنتم بالتّســـيّب قد قبلتم***فعيشوا كالبــــــــــــــــــهائم تابعينا
وإن أنتم عشقتم نور فجر***فكونوا في الحــــــــــــياة مغيّرينا
ولا تبقوا قطيعا في بلادي***يقاد بإمرة المــــــــــــــــــتملّقينا
محمد الدبلي الفاطمي