مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

 

تعالي نهاجر....

 

حبيبتي

هيا بنا لنرتاد معا عوالم الحرف البديع في صباحات الفكر المنفتح والمعنى الرقيق.. 

فقد انفلتت من بين أناملي إرهاصات إبداع خلاق في غمرة الإرهاق وإكراهات المجتمعي واليومي

حبيبتي.. 

هيا بنا نتطارح مكنونات الوعي ومنثور الخاطر في مساءات التأمل العميق وهبات البيان البديع.. 

فقد أفلتت من ثنايا الروح شذرات وحي شفاف في عتمة الهموم الصغيرة وضبابية المألوف والعادي. 

 

تعالي حبيبتي 

تعالي نبدد غيوم الرتابة.. 

تعالي وضمي يدي ننطلق طفلتين غريرتين نحو الوادي،  تسبقنا فرحة الصبا قد انبعث من أزمنة فرح معتق، ضاربة في جذور السنين. 

تعالي 

نسبر أغوار النفس حجبتها عن كنهها انشغالات الذات حين سحبوها من ذاتها.. حين جردوها من رداء الإنية فتعرت من جوهرها الأصيل، وتاهت عن دنياها، وضلت وجهتها نحو أناها.. 

تعالي نهرب منهم  لنلوذ بعوالم المحبة والجمال

تعالي

نحلق كينونة حرة طليقة في فضاءات الكون الرحيب فيغيب سلطان التوقيت، وتنكسر القيود، وتنتفي الإحراجات، ويفيض الوجدان مرتحلا جذلان نحو ديار بوح  رهيف.. لا يتناهى 

 

تعالي نهاجر 

تعالي

نهاجر بعيدا بعيدا عنهم 

فهذا زمانهم وهذا مكانهم

تعالي 

نبعدهم بعيدا بعيدا عنا 

فلهم عالمهم ولنا عوالمنا

 

تعالي 

تعالي ننزح إلى ضفاف الوادي دون أن نخبرهم، ولا يهم إن بردت فناجين قهوتنا، ففي كل رشفة من حروفنا دفء دافىء، وفي كل العلامات والرموز كثير كثير مما نحن إياه.. كثير كثير من حلمنا القديم.

حتى في صمتنا إيحاءات فكر متأمل تنساب همسا في سكينة المكان كأنها مناغاة جدول صافي عذب رقراق..

صمتنا سرديات شعور نابض في جاذيبة سحر شفاف تزيح ألف ستارة عن تطلعاتنا، وتشرع الأبواب الموصدة،  فتشرق الطبيعة أمام ناظرينا فسيفساء رائقة المحيا، متلألئة الربوع، رشيقة التقاطيع، قد زانها نور الشمس فتوهجت ألقا، وتباهت تيها،  تتعانق وتتراقص في احتفالية الضوء ألوانا ألوانا..

تتهادى ميسا على رفيف مويجات ندية..  تتنسم من  هيف النسيم أنفاس لحن شريد تناغم في أوتار القلب ترانيم محبة تهفهف أعطاف الوجود.. تنبث في الآفاق وعدا سخيا يفعم الأرواح خيرا.. يهديها باقات الورد عطايا في ربيع عمر يانع..  ينثر في ثناياها عبيرا شذيا يتارج في الربوع من نفحات الصفاء، فتزهر مروج القصيد وتتوضأ في امتداداتها الفسيحة انزياحات مشاعر مشتقة من قبس الإلهام، تتلألأ في هالة الحروف لتنير دروب الحياة، وتنشر  قيم الحب والتعاطف والصدق والجمال، ثم تستكين في كنف الأحضان وفي حنو الحنايا 

 

تعالي حبيبتي

تعالي نهاجر

فالحروف مأوانا الدافى ومنفانا السعيد

تعالي نكتب ونكتب ونكتب

تعالي

نخضب بياض الزمان فينجلي زاهيا في نضارة الألوان

تعالي

نرقم أنامل الصمت بحناء البوح

فقد لا يطول بنا العمر فلا نكتب كل ما نريد

تعالي

فقد يغافلنا القدر فنغادر قبل أن نقول كلمتنا الفصل

وقد يحتوينا سكون الأبدية قبل أن نسطر ميثاق وجودية رفيعة للأجيال....

تعالي حبيبتي

تعالي

تعالي نهاجر......

 

                                                          للرسالة بقية......

 

نعيمة الحامد.. رسائل إلى صديقتي الكاتبة

الزمان والمكان (أضمومة سردية)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 28 سبتمبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

110,276