مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

خُلِـــــقْــتُ لِـكَــيْ أَعــيــشَ بِلا قُـــيـــودٍ

 

مَنِ البَشَرُ المُنَكَّسُ والحَقودُ؟***أَنَــحْـــــنُ أَمِ النَّصــــــارى واليــهـــودُ؟

 

أَلَمْ نَشْعُرْ بِأَنَّا في زَمانٍ***نُـــــــقـــــادُ كَـمــا يُرادُ ولا نَـــقـــــــــــودُ؟

 

نُقَلِّدُ ما نَراهُ بِغَيْرِ عَقْلٍ***كَاَنَّا فــــــي مَـــواطِـــــــنِـــــــــــــنا قُـــرودُ

 

وَنَجْهَلُ ما نَشاءُ وَلَسْتُ أَدْري***إلى أَيْنَ القِـــــــطارُ بِنا يَــــــعــودُ؟

 

نَقولُ بِأَنَّنا في الصَّالِحـــــــينَ***وَهذا بِالبَــــــــيانِ هُــــــوَ الجُــحـودُ

 

////

 

يُعَدُّ الشَّعْبُ في وَطَني مُطيعا***كَأَنَّهُ عِنْدَهُمْ أَمْــــــــسى قَــــــطــيعا

 

وَفي صَمْتِ يَئِنُّ بِلا صُراخٍ***مَخافَةَ أَنْ يَرى القَمْــــــعَ الــمُــريعا

 

يُداوى بِالهَراوَةِ كُلَّ حيـــــنٍ***لِيَبْقى عِنْدَهُمِ شَعْـــــــــباً مُطـــــــيعا

 

فَقَدْ مَسَخوا الطَّبيعَةَ في بلادي***غَداةَ غَدا الخَـــريفُ لَنا رَبــــــيعا

 

كَأَنَّ عُقولَنا جَـــــــــمَدَتْ بِــقَرٍّ***تَجاوَزَ في بُرودَتِهِ الصَّـــــقـــيعا

 

////

 

أَنا القَلَمُ المُحَرِّكُ للْجَــــــــمادِ***أنا الحَرْفُ المُــــــعادي للْفَـــســـادِ

 

سَأَبْقى كَالهَزارِ بِكُلِّ فَصْلٍ***أُغَرِّدُ في الحَواضِــــــرِ والبَـــوادي

 

وَلَنْ أَخْشى الكِلابَ ولا الأَفاعي***لِأَنِّي قَدْ عَشِــــــقْتُ بِأَنْ أُنادي

 

خُلِقْتُ لِكَيْ أَعيشَ بِلا قُيودٍ***وَحَقِّي أَنْ أَثــــــورَ على الجَـــــــمادِ

 

وَما الإنْسانُ في الأَوْطانِ إلاَّ***مُحَرِّكُ ما يَقــــــودُ إلى الرَّشـــادِ

 

////

 

شَرِبْنا المُرَّ مِنْ وَجَعِ اللَّيالي***وَحَلَّ بِنا القَبيـــــــحُ مِنَ النِّكــــــالِ

 

طُرِدْنا بِالتَّخَلُّفِ مِنْ وُجُودٍ***بِهِ الإِنْسانُ أَفْلَــــــــحَ في النَّــــــوالِ

 

وَلَمْ نَقْدِرْ على خَلْعِ انّحِطاطٍ***تَغَلْغَلَ في الطَّـــــــبائِعِ وَالخِـصالِ

 

سَأَلْتُ النَّاسَ في وَطني فَقالوا***لَقَدْ سُجِنَ الكَثــــــيرُ مِنَ الرِّجالِ

 

وَهذا أَرْهَبَ الإنْسانَ فينا***وَأَرْغَمَنا على لَحْسِ النِّـــــــــــــعالِ

 

////

 

أُفَكِّرُ في الصَّباحِ وَفي المَساءِ***وَأَسْأَلُ في الرِّجالِ وَفي النِّساءِ

 

أُحاوِلُ أَنْ أُفَتِّشَ عَنْ عِــــلاجٍ***بِأَدْوِيَةٍ تُعينُ على الشِّــــــــــفاءِ

 

وَلِلْأَسَفِ اصْطَدَمْتُ بِسوءِ حالٍ***تَقَهْقَرَ بِالخَبيـــثِ مِنَ الوَباءِ

 

وَكَيْفَ سَنَسْتَطيعُ عِلاجَ داءٍ***يُسَمَّى في النَّوائِبِ بالشَّـــــقاءِ؟

 

تَلَوَّثَتِ الضَّـــمائرُ في بِلادي***كما فَعَلَ التَّلَوُّثُ بِالهَــــــــواءِ

 

محمد الدبلي الفاطمي

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 5 سبتمبر 2018 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

105,093