نساء غايتهن الزواج_بقلم نورا بونعيم
ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺑﺤﻖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﻤﺎﻻ ﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻴﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺒﺮﺍﻗﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﻳﺸﻴﻊ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭتلكﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ، ﻭﺧﺪﺍﻫﺎ المتوردان خجلا
كلما حاول البعض ﺍﻟﺘﻐﺰﻝ ﺑﺤﺴﻨﻬﺎ، ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺷﻴﺎء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺣﻲ ﻟﻨﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻼﺋﻜﻲ ﻟﻄﻔﻠﺔ ﺑﻌﻤﺮﺍﻣﺮﺃﺓ.
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ ﺩﻭﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﻼﻡ
ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺍﺭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ،ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻴﻨﻲ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﺟﻪ ﺷﺎﺣﺐ،
ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻄﻔﺌﺔ،
ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، ﺇﺟﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻛ ﺤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ، ﻟﻘﺪ
ﻭﻗﻌﺖ ﺿﺤﻴﺔ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﺎﺷﻞ ﺗﺮﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻰ
ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻘﺪ ﻳﻮﻗﻌﻪ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﻭﻳﺘﻮﺝ ﺑﺤﻔﻞ ﺯﻓﺎﻑ ﺃﺳﻄﻮﺭﻱ ﻳﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﻳستﻌﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﻫﺎﻟﻲ ﻣﻮﺍﻫﺒﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﻨﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻔﻬﻢ ﺍﻻﻣﺮ ﺫﻟﻚ
ﻟﺴﺖ ﻣﺠﺒﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺄﻱ ﺭﺟﻞ ﻳﻄﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﺑﻴﺘﻜﻢ
ﻛﻲ ﺗﺘﺨﻠﺼﻲ ﻣﻦ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺗﻜﻒ ﻧﺴﺎء ﻣﺤﻴﻄﻚ ﺑﺘﺬﻛﻴﺮﻙ ﺑﻬﺎ، ﻻ ﻗﻄﺎﺭ ﺳﻴﻔﻮﺕ،ﻭﻻ ﻧﺼﻴﺐ ﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﻝ،ﺃﻋﻂ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻭﻋﻘﻠﻚ ﻭﻗﻠﺒﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﺘﻠﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺃﻧﺖ، ﺃﻧﺖ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺳﺘﻌﻴﺸﻴﻨﻬﺎ ﻭﺗﺘﺤﻤﻠﻴﻦ ﺣﻠﻮﻫﺎ ﻭﻣﺮﻫﺎ، ﻻ ﺗﺘﺴﺮﻋﻲ ﺇﺭﺿﺎء ﻷﺣﺪ ،ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺯﻟﻲ ﻋﻦ ﺣﻠﻤﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﺧﺘﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﻚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻚ ﻣﻦ ﻻﻳﺴﻌﻰ ﻻﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﻓﻴﻚ ﺷﻴﺌﺎ
ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﻣﺒﺎﺩﺋﻚ ﻭ ٱﻓﻜﺎﺭﻙ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻮﻳﻚ ﻭ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﻋﻘﻠﻚ
ﻻ ﺗﻀﻌﻔﻚ ﻫﻤﺰﺍﺗﻬﻢ ﻭﻻ ﻟﻤﺰﺍﺗﻬﻢ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻱ ﻧﺼﻔﻚ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻌﺪ، ﻓﺮﺿﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ
ﺣﺎﻝ ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ،ﻓﺈﻥ ﺗﺰﻭﺟﺖﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻘﻂ ﻹﺳﻜﺎﺕ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻱ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﻣﺆﺑﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺗﺒﻌﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻳﻀﻴﻌﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺃﻭ
ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺏ.
ﻻ ﺗﻘﺒﻠﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻣﻨﺬ
ﺃﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﻜﺘﻮﻱ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﺎء ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ
