جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قصيدة للشاعر/النخيلي محمود رفاعي
((((لستِ أنتِ)))
وجهكِ القديم
هو الذي أتذكرهْ
تلك الخطوط البسيطهْ
تلك التقاطيع التي كانت
تَبْسُمُ لي كل الأوقات
وعند انفراج الشفتين
ينساب عبير الصدق ِ
فأنتشي على همس العيونْ
عذوبة الصبا
وأحلام العصافير الصباحيهْ
انطلاقة الشوق الجريئهْ
البريئهْ
الحَيِـيَّـهْ
فهل أنتِ التي كنتِ ؟!
**********
وجهكِ القديمْ
كان لوحة الحلم الجميلْ
لوحة الأشواق واللحن الأصيلْ
رسَمَتْها يدُ الأشواقْ
يدُ العشاقْ
وعلى خطوطها
عَـبَـرتُ المستحيلْ
كان الملاك يطهرني
في نهر العيون الفضائيهْ
يمنحني قداسة الإيمانْ
صلوات الزمانْ
ويطوف بي
عبر أجواءٍ سماويهْ
فهل أنتِ التي كنتِ
************
طيفكِ القديم أمامي
تحمله أيدي الذكريات الفتيهْ
أتـَـذكَّـر
اختلاس البسمةِ
من بين الصحابْ
فتسكر الخطوات نشوَى على استحياءْ
تختبئ العيون
خلف ستائر الخجل المدللْ
ويختبئ المُحَـيَّـا
في ثوبه الملائكي
وخلفكِ تلهث الأحلامُ
والقلب المذللْ
أتَـذكَـر
اختلاس الأوقات
عبر الإشارات
مخافة الأهلِ
بالإبهام بالطرفِ
وعند مُـنحَـنَى الغديرْ
وخرير الماء يهمس للعبيرْ
عند السحاب المختنقْ
والشمس تترك عرشها
كي تحترقْ
وتصبحين أنتِ الشمس
في ذاك السكون الموَشَّى بالفضيلهْ
تصيرين الخميلهْ
فألمس دفئاً للشواطئْ
تتناجى العيونْ
فنذوب
شمعتينْ
من همس اليدينْ
عند التقاء الراحتينْ
ونصير في ذاك الفضاءْ
واحداً
لا عاشقينْ
وكوكبة الأحلامِ
تحملنا إلى التطواف
عبر الفراديس البعيدهْ
وعند هجوم جحافل الليل العنيدهْ
تتكسر الأمواج تحت قدمينا
معلنة ً حصاد اليومْ
فنغدو جسدينْ
وتستدير الأقدامُ
عبر الدروب
على وعد اللقاءْ
عند انفضاض الراحتينْ
فهل أنتِ التي كنتِ ؟!
*************
وجهكِ الآن غريبُ ُ عني
مزَّقَـتْـهُ الخيانهْ
تلك الخطوط البسيطهْ
طَمَسَتْ معالمها الخطيئهْ
لم أكُنْ أرى
تجاعيد العبوسْ
خطايا الزمنْ
ذلك الامتقاع الذي
صار شحوباً
وبرودهْ
لم تعُدي أنتِ
تلك التي تتوشح
بالفضيلهْ
لم تعُدي الخميلهْ
تلك التي أتوارى في ظِلها
عندما تلفحني أشعة الشمس
في حزيرانْ
حتى رداؤكِ
صار بلون الرمادْ
مثل الطلاسم التي باتت
تكمن في عينيكِ
تزرع في شاطئيكِ
القتادْ
والعدمْ
لمن يصعد للقممْ
أو ينزل للوهادْ
فهل أنتِ التي كنتِ ؟!
لا
لستِ أنتِ
بل أنتِ التي كنتِ
(من أرشيفي القديم)