( القلب يعشق كل جميل ) َتبسمت تلك الحوراء فزاد جمالها تألقاً فوق الألق ! ونظَرَت اليّ بعينيها وقلبها معاً ! ثم سألَتْ سؤالاً قد أفهم جمالَه بعد أن أجيبها عليه ! قالت مابالكم معاشر الرجال تتغنون في أغانيكم بأن الحب من النظرة الأولى ! فهل هذا صحيح في عرف الأدب وأعراف الحب والمودة ؟ وكيف يتم حبٌّ دون معرفة وتواصل وأخذ وعطاء ! حتى يتفهم المحبون بعضهم على أسس سليمة وأساسات قويمة ؟! تبسمت أنا مع سؤالها ولسؤالها بسمة رضىً قد يكون فيها نصف الجواب ! ثم أردفتُ قائلاً : أيتها الجميلة : المشكلة ليست في متناول اليد حتى تتحدد ماهية العلاقة أو تأطير فهارس لضبط الهوامش ! الموضوع برمّته متعلق بالقلب والروح والوجدان ! والعين هذه الكحيلة والتي ترنو من وراء وراء قد تصيب بسهامها قلب الحبيب في مقتل ! ويكفي رمش واحد منها أن يحدث انقلاب في التكوين الفسيولوجي لجسم الوله العاشق ! وقد غاب عنك يا صاحبة الزينة والجمال ! أن الأمر قد يتعدى النظرة الأولى الى عدم الرؤية للحبيب ومع ذلك تحبه ! وأنا هنا لا أقصد الحب الرخيص الذي يتقلقل منه فتية اليوم كما العصفور يتفلى والصياد يتقلى ! وانما نسمع عن أكابر الرجال وعظماء الوطن ومصلحيه وشجعانه فيدبّ حبهم في القلب دون أن تراهم العين بل بمجرد السماع عنهم ! قالت الحلوة الرائقة : هل من دليل على قولك هذا ؟ قلت لها نعم ! قالت هاته ! قلت : قد سمعنا بأوصاف لكم كملت فسرّنا ما سمعناه وأحيانا من قبل رؤيتكم نلنا محبتكم والأذن تعشق قبل العين أحيانا ! قالت تلك الرائعة الله الله ما أجمل بيّنتك وما أعظم دليلك ! أتصدّقني أنني صدّقت بما قلته آنفا بأن للروح أعمالها غير ما نعرفه من أعمال !! قلت لها : ومع ذلك الحرص مطلوب والحذر مرغوب ! قالت أشكرك ! قلت لها : لا أدري مَن يشكر من ؟ سلام عليك مع كل النظرات ومبادئ النظريات ! ضحِكَت فكادت الدنيا تتزلزل ! وودعتها فكادت أن تتململ ! أعجبها الجواب وترغب بالزيادة طلباً للإفادة ! حكمة اليوم ! ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن !! الأديب وصفــــــــــــي المشهـــــــــــــــراوي !!!