مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض


التونسي الحق...
... 
بقلم : ماهر اللطيف
لم نستفق بعد من هول صدمة مجزرة سوسة الإرهابية التي ذهب ضحيتها عشرات الأبرياء الذين كانوا يستمتعون بحرارة طقسنا وعذوبة مياه بحارنا يوم الجمعة 26 جوان 2015 على الساعة منتصف النهار إلا نيف بأحد نزل مرسى القنطاوي بجوهرة الساحل سوسة....
ومع إن الكارثة كانت مهولة ومدوية فإنها أبرزت مرة أخرى آن هذا الشعب شعب مسالم مهادن يكره الدماء والعنف مهما كان مأتاها و مصدرها ومهما كانت الأسباب والأهداف التي لن تبرر بأي شكل من الأشكال هذا العنف الدال على السلبية والضعف والعجز وعدم القدرة على المواجهة والمحاجة بالأدلة والبراهين متى تبين للمهاجم انه على حق...
فشعب الخضراء شعب هادئ، لطيف ، محب للحياة ومقبل عليها ،طموح ومتفائل في أغلب الأحيان ...همه الوحيد البقاء ومواجهة صعاب الحياة من اجل توفير لقمة العيش وتامين أفضل ظروف الحياة لجميع أفراد الأسرة مهما كانت الظروف والمتغيرات وان أدى الأمر إلى الانتفاضة وإعلان العصيان المدني من اجل تحقيق الأهداف الأساسية للاستمرار وهي: الحرية ، الكرامة ،العدالة ، الشغل ، التنمية ...مثلما حصل في 14 جانفي 2011
وهو – الشعب التونسي – حنون ، متضامن ، متكافل ، متوحد...يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه،يميل إلى الحكمة والعقل أكثر من ميله إلى العنف والتسرع الذي لا يجلب غير الندم والوبال...فهو متقيد بمبادئ الإسلام وتعاليمه وفخور بذلك أيما افتخار بما انه سليل شفيع الأمة يوم القيامة...
فأنت تراه مصدوما ،مستنكرا ، رافضا وشاجبا لأي عمل منافي للأخلاق ولمبادئ الإسلام حين يسمع بسرقة ، تحايل ، غش ، اغتصاب ، زنى ، مخدرات،تهريب بضاعة أو ثروات ،محاولة قتل أو قتل... فما بالك بمجازر واعتداءات إرهابية تنال من البشر وما يكسبون كما تنال من الحيوانات والغابات وغيرها وكذلك الأموات والثروات والأماكن الدينية والتاريخية ...
فان استفاق على عمل إرهابي مماثل لما حصل بمدينة سوسة أو ما حدث قبلها في عدة مناطق أخرى فانه يصاب بالذهول والدهشة والصدمة أيام وليالي لأنه لم يتعود على مثل هذا الصنيع العدواني وغير الإنساني ، كما يجعله يحلل ما حصل بغية الفهم واستيعاب الدرس من الحادث ومحاولة تجاوزه حتى لا يتكرر ثانية ولا تزهق الأرواح سبهللا مجددا...فيخرج بنتائج عدة لعل أهمها ما يلي :
_ الإرهاب لا دين ولا مكان ولا لغة له غير لغة الدمار والموت والفناء 
_لا دولة آمنة من الإرهاب مهما احتاطت وجهزت نفسها لان التدبير للشر أسهل من التدبير إلى الخير عند ضعفاء النفوس والعقول
_ الإرهابي جبان ،غدار ، مخادع لذلك تجده يروم الغيران والجحور والجبال مثل الفئران والجرذان لأنه فاقد للثقة حتى في نفسه ويخافها عليه ومنه
_ الإرهابي محدود القدرات والمعارف سهل التأثير عليه وغسل دماغه وتعبئتها بالترهات والحقد الدفين للبشرية بدعوى الجهاد ومحاربة الكفر والزندقة والطواغيت ...وغيرها من المصطلحات الرهيبة،الذهاب إلى الجنة وملاقاة الحور...
_ الإرهابي غالبا ما يصبح كذلك عند انعدام الثقة في المستقل وانسداد الأفاق في وجهه فيصبح فريسة سهلة لغسلة الأدمغة وصيدا سهلا لتحقيق الأهداف والمأرب به بما انه عنصر زائد على أي مجتمع كان إذ انه مستهلك لا منتج... 
_ الإرهاب صنع غربي الأصل والتمويل والتخطيط ، عربي التبني والتنفيذ والحلم في تحقيق الثروات والمناصب للقيادات العليا وكسب الجنان والحور لل"مجاهدين " المزعومين
_ غسيل المخ يجعل الشخص الممارس عايه شخصا مسلوب الإرادة والشخصية ، عديم الأخلاق والوعي ، ضعيف الوازع بعيدا عن الدين ،ناكرا لأقرب الناس إليه مثل الوالدين والإخوة والزوجة والأبناء...، قاسي القلب عدوا لنفسه قبل عدائه لغيره...

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 29 يونيو 2015 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

110,531