أحترام الخلق والأديان والآراء
نحن اليوم نعيش فى عالم واسع فيه عشرات الأمم ، صغيرة أو كبيره ، ولكل منها احترامها . إحترام كل الشعوب والأديان والاعتقادات ، وخصوص الدين فإنك مهما تكن مسلماً متشدداً فإن وظيفتك لا تسمح لك فى نقد عقائد الآخرين أو التعرض لما تتصور أنها مواضع تقضى فيها ، فأنت تعلم أن ربك لو شاء لكان الناس أمة واحدة ، فهو إذ جعل الناس أدياناً شتى فلحكمة عنده ، وأنت إذ تريد أن تهدى الناس جميعاً لدينك وحده تتجاوز قدرك كإنسان ، والله سبحانه قال لنبيه الكريم إنه منذر وبشير وهاد ، وما عليه هدى الناس ، والهدى هدى الناس ، والهدى هدى الله ، فأنت تريد أن تحمل نفسك مسئولية دينية رفعها الله سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم ، وهذا لا يمنعك من أن تقول فى دينك ما تشاء ، وأن تدعوا له كيف شئت ، وأنت أعرف الناس بقومك وبلدك ، وشعورك بهما شامل لأنه يشملهما جميعاً فى الزمان كله ثم فى المكان كله ، فأنت إذا جلست تتحدث فبإسم قومك ، ولكن بضمير الإنسانية كلها . وغيرك مسئول عن الحاضر ، أما أنت فمسئول عن الحاضر والمستقبل على أساس أنك أعرف الناس بالماضى . وأن تبين للناس كل ما ترى فى تاريخه من محاسن ، ثم تدعهم بعد ذلك وشأنهم ، فمن أخذ برأيك كان بها وإلا فقد أديت واجبك والتزمت بما يقضى عليك به دينك ، ولا تنس أن الحرية : حرية الفكر والقول والعمل هى أساس كل تقدم ، وفى الآونة الأخيرة كثر النقاش فى أروقة الفكر والثقافة عن المقدسات الدينية وضرورة احترامها ، وبين حرية التعبير وفضاءات حدودها ، فى محاولة لفهم طبيعة الجدل القائم عن علاقة المقدس الدينى بالحرية .
وتتمثل إشكالية ذلك الجدل فى التساؤل عن : كيف نوفق بين حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية خاصة حين يتعارض المساس بالمقدس ورموزه مع حرية التعبير ؟ وهل يعد ذلك خروجا عن حدود حرية التعبير إلى نطاق الإساءة والتحريض عليها ؟ . وأن الأمان ، أمان الناس على أنفسهم وأموالهم وعقائدهم وأهلهم وحريتهم أساس اضطراد التقدم . والحضارة تراكم ، أى تراكم ثمرات التجارب بعضها فوق بعض وتراكم العلوم والمعارف وتراكم الثروات ، لأنك إذا نظرت إلى ثروة دولة مثل إنجلترا أو الولايات المتحدة ، وجدت أنها فى الحقيقة ثروات الناس لا ثروة الحكومة ، وثروات الناس عملتها وكونتها أجيال متوالية ، رجل يعمل وينشىء مصنعاً صغيراً ويكون رأس مال معقول ويجىء ابنه أو ورثته من بعده ويزيد فى المصنع والمال ، وشيئاً فشيئاً وجيلا فجيل تتضخم الثروة وتعظم المصانع ، وهذا كله فى النهاية ثروة قومية ، فإذا لم يكن النظام السياسى مؤمناً للناس على الأنفس والأموال لم تنفعه ثروة ولم تقم صناعة ، وظل البلد كله فقيراً كما ترى فى بلادنا ، وسبب فقرها تصرف الحكام فى أموال الناس ، فكلما عقد إنسان ثروة اعتدوا عليها ، وكلما أقام إنسان صناعة أثقلوا عليه بالضرائب والأتاوات والمطالب ، وكلما أنشأ إنسان تجارة زاحموه وقاسموه ماله ، ثم صادروه ، أفقروا الشعب واستهلكوا ثرواته وقضوا على طموح الطامحين فافتقر البلد مع الزمن ، وكذلك الفكر العربى والعلم العربى خمدت لإثقال الحكام على الناس وتضييقهم عليهم ، وزادت الأمر سوءاً وشاية بعضهم ببعض ، فوقف الفكر مكانه وكذلك جمد العلم ، وتلك حكمة جدير أن نعيها وننبه عليها حتى نخرج من ذلك الفقر الملازم لنا كالغريم .
بقلــم
الأديب/ الشاعـــــــــــر
نحن اليوم نعيش فى عالم واسع فيه عشرات الأمم ، صغيرة أو كبيره ، ولكل منها احترامها . إحترام كل الشعوب والأديان والاعتقادات ، وخصوص الدين فإنك مهما تكن مسلماً متشدداً فإن وظيفتك لا تسمح لك فى نقد عقائد الآخرين أو التعرض لما تتصور أنها مواضع تقضى فيها ، فأنت تعلم أن ربك لو شاء لكان الناس أمة واحدة ، فهو إذ جعل الناس أدياناً شتى فلحكمة عنده ، وأنت إذ تريد أن تهدى الناس جميعاً لدينك وحده تتجاوز قدرك كإنسان ، والله سبحانه قال لنبيه الكريم إنه منذر وبشير وهاد ، وما عليه هدى الناس ، والهدى هدى الناس ، والهدى هدى الله ، فأنت تريد أن تحمل نفسك مسئولية دينية رفعها الله سبحانه وتعالى عن نبيه الكريم ، وهذا لا يمنعك من أن تقول فى دينك ما تشاء ، وأن تدعوا له كيف شئت ، وأنت أعرف الناس بقومك وبلدك ، وشعورك بهما شامل لأنه يشملهما جميعاً فى الزمان كله ثم فى المكان كله ، فأنت إذا جلست تتحدث فبإسم قومك ، ولكن بضمير الإنسانية كلها . وغيرك مسئول عن الحاضر ، أما أنت فمسئول عن الحاضر والمستقبل على أساس أنك أعرف الناس بالماضى . وأن تبين للناس كل ما ترى فى تاريخه من محاسن ، ثم تدعهم بعد ذلك وشأنهم ، فمن أخذ برأيك كان بها وإلا فقد أديت واجبك والتزمت بما يقضى عليك به دينك ، ولا تنس أن الحرية : حرية الفكر والقول والعمل هى أساس كل تقدم ، وفى الآونة الأخيرة كثر النقاش فى أروقة الفكر والثقافة عن المقدسات الدينية وضرورة احترامها ، وبين حرية التعبير وفضاءات حدودها ، فى محاولة لفهم طبيعة الجدل القائم عن علاقة المقدس الدينى بالحرية .
وتتمثل إشكالية ذلك الجدل فى التساؤل عن : كيف نوفق بين حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية خاصة حين يتعارض المساس بالمقدس ورموزه مع حرية التعبير ؟ وهل يعد ذلك خروجا عن حدود حرية التعبير إلى نطاق الإساءة والتحريض عليها ؟ . وأن الأمان ، أمان الناس على أنفسهم وأموالهم وعقائدهم وأهلهم وحريتهم أساس اضطراد التقدم . والحضارة تراكم ، أى تراكم ثمرات التجارب بعضها فوق بعض وتراكم العلوم والمعارف وتراكم الثروات ، لأنك إذا نظرت إلى ثروة دولة مثل إنجلترا أو الولايات المتحدة ، وجدت أنها فى الحقيقة ثروات الناس لا ثروة الحكومة ، وثروات الناس عملتها وكونتها أجيال متوالية ، رجل يعمل وينشىء مصنعاً صغيراً ويكون رأس مال معقول ويجىء ابنه أو ورثته من بعده ويزيد فى المصنع والمال ، وشيئاً فشيئاً وجيلا فجيل تتضخم الثروة وتعظم المصانع ، وهذا كله فى النهاية ثروة قومية ، فإذا لم يكن النظام السياسى مؤمناً للناس على الأنفس والأموال لم تنفعه ثروة ولم تقم صناعة ، وظل البلد كله فقيراً كما ترى فى بلادنا ، وسبب فقرها تصرف الحكام فى أموال الناس ، فكلما عقد إنسان ثروة اعتدوا عليها ، وكلما أقام إنسان صناعة أثقلوا عليه بالضرائب والأتاوات والمطالب ، وكلما أنشأ إنسان تجارة زاحموه وقاسموه ماله ، ثم صادروه ، أفقروا الشعب واستهلكوا ثرواته وقضوا على طموح الطامحين فافتقر البلد مع الزمن ، وكذلك الفكر العربى والعلم العربى خمدت لإثقال الحكام على الناس وتضييقهم عليهم ، وزادت الأمر سوءاً وشاية بعضهم ببعض ، فوقف الفكر مكانه وكذلك جمد العلم ، وتلك حكمة جدير أن نعيها وننبه عليها حتى نخرج من ذلك الفقر الملازم لنا كالغريم .
بقلــم
الأديب/ الشاعـــــــــــر