يــا نــفــس تــوبــي

يـــا نفس توبي فـالـذنوب جـفـاء .... والـعـيـش في درب الحــرام بــلاء
والعمْر يـمضي غـفـلةٍ وسـريـعـاً .... من عــاش دهــرا فالخـتــام فـنـاء
كل المساعي فـي الأنام حقيـرة .... إلّا الــصــلاح فـــإنّـــه لــــرجـــاء
والناس تغدو في الـذنـوب غريقـة .... والقلب من هـول الـوقـوف خـواء
نـبني القصور وفي القبور بيوتـنــا .... نمضـي إلـيهـا والـمـتـاع هــبــاء
والأهــل بعد وداعنا فــي فـرقـــة .... والمـال فـي أيـدي الفـروع دمـاء
إنْ يـبـك عـنـد فــراقـنـا أحـبـابـنــا .... سـرعـان مــا ينهي البكّاء هـنـاء
ومتى تــوارت فــي الثرى أبــداننا .... لا يـنـفـع الأمـــوات ذا الـبـكّـــاء
والمال لـيـس بشافع حـين الهوى .... والـجـاه قــد ضـلـت بـه الأرجـاء
والليل أسـدل فـي القبور سـتـاره .... مـــا عــاد فـي دنيا المتاع بقـاء
وتمزقـت أحـشاؤنــا فــي ظـلـمـة .... كـــل الــذي حول القبور جـفـاء
أين الـذين بـذي الحـيـاة تـنـعـمـوا .... بـعـد الممات فـكـلـهـم أشـــلاء
ساروا إلى ما قدموا في عيشهم .... قـد ظـلّ فوق قـبـورهم أسـمـاء
أمّــا الحقيقة قــد تلاشى أمـرها .... عادوا إلى ما منه هم قد جـاؤوا
وتغربت أرواحـهـم فــــي وحـشـة .... لــم يأنسوا حتى وإن ما شاؤوا
يـــا نفس إنّ حياتنا فــي غـــربـة .... كـــل الــذي نسعى إلـيـه هباء
إنّ الــذي نـسـعى إليه مـصـيـرنا .... إمّـــا نـعــيـم أو أسىً وشـقــاء
وإذا قـبـلـنـا بـالـهـوان بـــأمــرنـــا .... وتـنـشـرت فــــي أرضــنـا ألــواء
وتـخبطـت أحــلامـنـا فــي ذلـــة .... فــي ظــلـهـا تـتـنـاثـر الأهــــواء
سـنـؤول كـالأحول فـي أوطانـنــا .... وتــقــودنــــا شــلاء أو عـجـفـاء
يـــا نـفـس إنّ حياتنا قــد أزهــت .... قبل الممات، وطمّست أضـــواء
والعيش بات مـحـرمــاً عند الرجـا .... حتى الأمــانـي لــوعـة وهــواء
مـــا عاد في الأحلام من متفائَل .... ما عاد يشفي في الحياة رجـاء
ومصـيـبـة إن كـــدرت أوضـــاعنـا .... عــنــد اللـقـاء ولـبـدت أجـــــواء
يـــا رب فــارحـم مـن أتـاك مثقلا .... بــــذنــوبــه وحـيـاتــه جـــــرداء
أنـت الملاذ فـمـا لـه مــن نـاصـر .... إلاك والآمــــــال مــنــه دعــــاء

شعر : إبراهيم بركات /القدس