دقـت أجراس الأحلام

دقت الأجراس
تبدد ضباب الهواجس
تنبهت كل الخواطر
استيقظ طيف وحي الهمسات
تراصت الأحرف
تزينت السماء بنجوم اللمسات
انبسطت بيداء واسعة الأرجاء
ارتسمت واحات الحس والهذيان
نزع القلم قميص السبات
وشمرت الأنامل
واكتست عباءة الشعر والكلام
من واقعـــي ..
هو الحنين الى تلك السنين
لطفولتي لأصدقاء كانوا اناثا وبنين
ايام كقطع السكر
لهو شغب لازلت لها أذكر
ومن سن الزهور
حدائق ورد شذى ريحان
وعطر بخور
ذكريات لفناجين قهوة
سهرات لخطب قلم
وأخرى لأوراق مبعثرة
تلاحقني الخواطر
حمى النفس
تحتضنها وراحت
في التعبير لها تبادر
حرب دامية
أيام قاسية
زمهرير أشجان
أدغال عنف
وغابات شقاء
البال منها حزن
تعاقد الموت مع الحياة
وكانت الأرواح هي العنوان
فتحت مدائن الموت كل الأبواب
وبيعت الأكفان بأغلى الأثمان
فقد ارتسمت على ثغر قانون
العرض والطلب
نادت الحياة قليلا
نادى الموت كثيرا
تبعثرت أشباح الخوف والهلاك
خاطفة أغلى الأرواح
وزادتها رياح الغدر وسموم الجراح
فراحت الأنفس تندب حياة القهر
مودعة الليالي الملاح
وجاء ربيع السلام
تبددت غيمات الشجن
لاحت شمس كف الزمن
لقحت البذور
نمت الورود
نبضت القلوب
ولا زلت أداعب القلم
وأكتب ما جاد به الكلم
فلا تلومني يا زمان
ولا تعاتبي يا أقدار
ان رقص القلم وزهت النفس قليلا
فمن الخيال
أمتطي أحصنة السعادة
أجوب واحات البلاغة
أتناسى ما كان من
جرح ماضي وغاب
أرسم فجـر أمـل
وخيوطا لبعض السعادة
وعندما يدق جرس النهاية
أغفو على وسادة النوم
بانتظار صوت دقات جرس
لبدء جديد حكاية
وما بين واقع و خيال
في عالم ما لا نهاية

بقلمــي
عائشة أشرف
(نسمات جزائرية)