ليت الليلَ يبتسم

بـكـتْ عـلـيـك ليالٍ والـهـوى بَــسِــمُ .... ليـتَ الـهـوى يـبـكي والليلَ يبتـسـمُ
ما هدّني في دنيا الشوق من حَزَنٍ .... لكنّني غائرٌ فــي الــوهـم مـنـسجـمُ
أشكو الليالي التي أنعى بهـا طـلـلا .... فالنفسُ مـن غـربةٍ شوقاً سـتـنـهـدمُ
مـا عشتُ إلّا بـأهـل الـفـخـر مبتهجًا .... فأيُّ فخرٍ له فــي الأسـر مُـعـتــصــمُ ؟
أبـكـي الـقـيودَ وفــي الآلام مـنـطـرحٌ .... والسـجــنُ بيتٌ وفـيـه النفسُ تحتطمُ
أيـن الـذيـن لـقـول الـغـرب قـد أمـنـوا .... وأرضــهــم بــــرداء الــــذلّ تـنـقـسـمُ ؟
والسيفُ يدمي رقابَ الأهل من غررٍ .... يقضي على مَن من الخذلان يحتشمُ
فـمـا دريتُ لـمـن أشـكـو مـصيـبـتـنـا .... والـخـلّ للــخــلّ نـــــارٌ وزرُهــــا نــــدمُ
لا الشعرُ ينشرُ في الأنام من سلـمٍ .... ولا السـيـوفُ بـهـا يـسـتـوقـفُ الكـلـمُ
ولا الأماني لهـا فـي العيش ملـتـجـأٌ .... ولا الـكــلامُ بــــــه يُـسـتـنـقـذُ الـحـرمُ
فـكـمْ بكـتـنـا لـيـالٍ مـجـدُهـا خُـطـبٌ .... وكـــلُ واقــعِــهــا طـــبـــلٌ لــــه نـــغــمُ
أسودُنا قد مضتْ والـطـيـفُ يـذكـرُهـا .... والــيــومَ أمــجــادُنــا تُــــطــوى وتُغتنمُ
ومـا بـكـيـتُ عـلـى شــيءٍ ينّكرُنــي .... أو قــــد بـكـيـتُ عــلـى أمــرٍ بـــه ألــمُ
لـكـنّـنـي أنــعــى أمـــجــادَنـــا أبـــداً .... مــــا دام فـــي وطـــنٍ نـحـيـا بــه كلمُ
قــد غادرتـنـا رمــوزُ الـعـزّ مــن زمــنٍ .... ونــحــنُ فـــي ذلّـنـا نمـضـي ونختصمُ
فـمـن يـجـيـرُ ديــار الخـيـر مــن خـللٍ .... ومــن إلـيـه بــذي الأهــوال نـحـتـكمُ؟
ومـــن يـبـصّـرنـا نـهـجـاً يــوحــدُنــــا ؟ .... نــــــأوي إلــيــه بـــإصـــرارٍ ونـعـتـصـمُ
إنّ الحـيـاةَ بـغــيــر الــعــزّ مــشــأمــةٌ .... كما الــنـجـاة ُبــأرض الــشــرّ تـنـعـدمُ
وما جرى قلـمـي بـالشـعـر مـفـتـخـرا .... لــكـنّـه قــد يُـــرى بــالـشعر مُـقـتحمُ
فـأيّها الـشـعـرُ دمْ للـنـفـس مـلـتـجـأ .... فـأنـــت لــــي مـخـرجٌ بـحـرٌ ومـغـتـنـمُ

شعر : إبراهيم بركات /القدس