ماذا يحدثُ الآنَ لأسيادِ المنطقةِ الخضراء؟
سَمِعْتُ طفلاً يبكي
وكأنهُ مكتوبٌ عليه مِنَ الآنَ أنْ
يتجرعَ مرارةَ الحياة !
يستسيغهُ الألمْ عَلَىْ صغَرْ
لايقدرُ أنْ يكونَ مثلَ الآخرين
حائرٌ !
لايعرفُ أيةَ لغةٍ مناسبةٍ عَلَىْ
وزنِ صمتِهْ !
بأيِّ ذنبٍ يقفُ عَلَىْ حقلِ ألغامٍ
في أرضٍ مزروعةٍ بالصمتِ !
صامتٌ ..
لا يَقُولُ شيئاً .
كلُّ شيءٍ فاقَ فهمَه
لايستطيعُ أن ينشدَ من شدةِ
سخطهِ ..
وَفِيْ وَجْهِهِ أَلْفُ تهمةْ
إختبأَ وراءَ الأسلاك
وأصابتُهُ نوبةُ بسمةْ
ورعشةٌ في نبضهِ
وتملكه اليأسُ
أيُّ معنى لوجودٍ كحزامٍ ناسفٍ
يَجْتَاْحُهُ مأساةَ أزمةْ
يا حبيبي ..
ألا فانصتْ
ألا تسمع همسي لك والأنينْ
انظرْ !
ألا تبصر حولك أمواجَ الحنينْ
لاتخفْ !..
وتعالَ أعانقُ جرحكْ
تعالَ أقبِّلُ قمحكْ
تعالَ أطلقُ فرحكْ
لاتخفْ !..
فسيأتي من يمد الصُّبْحَ لكْ
ويفك أسرَ العدالةِ الصامتةِ
سننتصر حتماً ..
وتعودُ لكْ
فرحةُ الإصباحِ الكبيرةْ !
فسَلاماً أيُّهَا الطِّفلُ السَّجينْ ..
وسلاماً ..
يا ابْنَ بِلادِي
وسَلاماً يامَنْ نزفوا فيكَ الطفولةْ
وسَلاماً ..
عَلَىْ الفرحِ المشنوقِ
في عينيكَ غِيلةْ
وسلاماً ..
أيُّها المعذَّبُ عَلَىْ أيدي الطُّغاةْ
_
• إيمان بدير
بابل - العراق