أرجو المغفرة
عزفت على لحن الأسود كــلابُ .... وتراقصت مــــن فــورهـا أذنـــابُ
قالوا الخليقةُ قد تشتتْ شمُلها .... قلتُ الذي فـرضَ الـخـرابَ ذئــابُ
إنّ الفضيلةَ فــي الـكـرامِ شعيرةٌ .... لـكـنّـهـا عـنـدَ الــلــئــامِ تــعــابُ
إنّ الـلـئـامَ تواصـلـت أحـقـادُهـم .... وترجلوا فــي ظلمهم مـا هـابـوا
قـطـعـوا الـبـلادَ جنوبـها وشمالها .... وترأست في ذا الـزمــانِ كـــلابُ
يــــا حسرةً نــحّى اللئامُ رموزَها .... وتبدّلت، فالـحـكـمُ فـيـه خـــرابُ
إنّ الـدمــاء بظلهم قــد أهــرقـــتْ .... والأرضَ مــن طـغـيـانهم لسرابُ
أيــن الـجـمـالُ بـأرضـنـا ونـعـيـمُـه .... أين الـذي مــن وصـفـه خـلاّبُ ؟
صار البغاثُ بأرضنا مـسـتــأســداً .... إنّ الرجولةَ فـي الرجــالِ غـيــابُ
قالوا الكرامةَ قـــد تدانى شـأنُـهـا .... قـلـتُ الــكــرامـةَ لـلـكـرامِ ثـيـابُ
إنّ الــرجـولـةَ أهـلُهـا فــي مـعـزلٍ .... كـلُ الـــذي يـشـدو بـهـا كـــذّابُ
أهــلُ الكرامة فــي الــزمانِ حثالةٌ .... وتكشفتْ عندَ المصابِ صـعـابُ
والنفسُ تـأبى مـن تـقـى أفعالهم .... ما سارَ في ركبانِـهـم أحــبــابُ
ولـقـد تـربى فــي الشهامةِ جندُنا .... ما زال فـــي أنـسـابـنـا نــــوّابُ
وعُـرفت مـن بـيـن الورى متأسـيـاً .... بفضائـلِ الأخلاقِ لستُ أعـــابُ
وبسطتُ في نهجِ السلامةِ معلماً .... ولقدْ تدوّن في الـسـخاءِ كتـابُ
والعلمُ أضحى في الحياة مشارباً .... للنفـسِ أخــلاقُ الإيـمـانِ إيــابُ
وخدمتُ كــلَ معدّمٍ فــي بـسـمـةٍ .... عــن ظــهــرِ قـلـبِ والبهاءُ ثيابُ
وطرقتُ فـــي بــابِ الجهادِ سبيلَه .... ما همّني إن قـيـل : ذا إرهــابُ
ودعوتُ أصحابَ الطريقِ لــــوحــدةٍ .... وعــرفــتُ أنّ الأمــرَ جـــدُّ صوابُ
وخشيتُ مــن فتن الحياةِ ونكسةٍ .... مــنْ ذا الـــزمــانِ فـــإنّــه قــلّابُ
لـسـت الــذي يـرضى الخيانةَ إنّما .... نـــهــجُ الأمـــانــةِ للـفـؤادِ مــآبُ
ولـقـد تحمّلت الأذى فــي دعوتي .... والدمعُ كان من الأسى ينسابُ
ولآن لـسـت عـلـى يـقـيـنٍ أنّـنـي .... إنْ كنتُ في مـا قد غدوتُ أثــابُ
أو قـــدْ قُـبْـلـت بــدعـــوة أحـيـيتها .... أو ما فعلت بــذي الحياة سـرابُ
فــالـنـفـسُ فــي طغيانها مغمورةٌ .... ويحيطها فـــي ذا الهوانِ عــذابُ
لكـنّنــي أرجــو الـسـلامـةَ دائـمـاً .... مـــا كنتُ فـــي ربِ الـورى أرتابُ
فـاللهُ يـغـفـرُ مـــا أصـبـت بـغـفـلـةٍ .... إنّ الإلـــــــــهَ لــغــافــــرٌ وهّــــابُ
ولـــــه الفضائلُ في الخلائقِ كلها .... ســـبـــحـــانـــــه كـــلٌ لـــه أوابُ
ولـقـدْ وقـفـتُ بـبـابـه مـتـضــرعــاً .... كي لا يُنّزلُ فــي اللــقــاءِ عـذابُ
شعر : إبراهيم بركات /القدس