مجلة مشكاتي للشعر ..... للشاعر هشام عوض

 

مرارة النصح

قالَتْ لها أزلُ: إحبسي دموعَ رجائكِ وزفراتِ همكِ، لو شاءَ اللهُ لتحققَ مرادُكِ.

أجابَتْ زهرةُ الربيعِ: ولمَ لا يتحققُ مرادي؟!

قالَتْ أزلُ: أنتِ قاسيةُ القلبِ ولا تعيدينَ النظرَ في حياتكِ؟

أجابتْها بغضبٍ: وما فعلتُ لاعيدَ النظرَ في حياتي.

ردَّتْ أزلُ: لمَ هذا التسكعُ في بقايا الرجالِ، لماذا هذا الطغيانُ أأنتِ مريضة نفسياً؟! ثم أنَّ الأعمى يرى حقدَكِ في تضاريسِ صوتكِ، ولا تتركينَ الكلامَ في بلعومكِ لينضجَ، والأقنعةُ لا تدومُ طويلاً على كتاباتكِ، وانتِ فارغةٌ لا محتوى لكِ، وتفشلينَ دائماً في إنتقاءِ أفكاركِ، ولكي تساعدي أحداً ليسَ بالضرورةِ أنْ تكوني قويةً أو متبرجةً أو ثريةً أو متبجحةً، بل يكفي أنْ تكوني طيبةً.

قالَتْ زهرةُ الربيعِ: وهل في حياتي ما يوحي لكِ أنَّي قاسيةٌ لهذا الحدِ؟

أجابَتها أزلُ: نعم عندما تريدينَ السعادةَ لقلبكِ على حسابِ إمرأة أخرى، أنتِ لا تتوفقينَ عن إدعاءِ المثاليةِ عندَ الحديثِ معها، مع أنَّكِ محارةُ فارغةٌ عفا عليها رملُ الخليجِ الحارقِ.

خطابُ أزلَ لصديقتِها كانَ يشقُّ طريقُهُ، لتقديمِ إجاباتٍ شجاعةٍ بكلماتٍ زلزلَتْ حياةَ زهرةِ الربيعِ، ولتختصرَ الطريقَ قالَتْ لها: إرمِ أوراقَ زيفكِ في سلةِ المهملاتِ، وإسألي نفسَكِ: هل أعطيتِ شيئاً للرجلِ جعلهُ متيماً بكِ؟ أما أنا فلا أعتقدُ أنَّ لديكِ شيئاً لتعطيهِ سوى اللهوِ بعلاقاتٍ عابرةٍ لحضيضِ الكلامِ، واللعبِ بمشاعرِ ربِّ أسرةٍ أغوتهُ قمامةٌ مثلكِ معَ أنَّ إسمكِ لا يمثلُكِ، تحياتي لكِ والسعادةُ لقلبكِ أينما كنتِ.

أمل الياسري/ العراق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 135 مشاهدة
نشرت فى 11 فبراير 2019 بواسطة Meshkaty2

عدد زيارات الموقع

99,145