مؤتمر «الحضارة الإسلامية في حوض البحر المتوسط»: الحوار أفضل وسيلة للتواصل بين الثقافات والشعوب

عقدت منظمة المؤتمر الإسلامي مؤخراً، بالتعاون مع معهد البحوث الإسلامية في حوض البحر المتوسط في جامعة الشرق الأدنى (Near East University) بقبرص، مؤتمراً عالمياً تحت عنوان «الحضارة الإسلامية في حوض البحر المتوسط»؛ بهدف إبراز الدور الفعال للحضارة الإسلامية في التواصل بين الشعوب، بفضل ما توصلت إليه من أسباب التقدم والرقي.

وقد سعى المؤتمر إلى إبراز ما أنتجته العبقرية الإسلامية من منهج علمي رصين، وكيف وضعت أسس النهضة العلمية والمادية في الغرب؛ حيث كانت أوروبا غارقة في ظلمات الجهل، ولم يوقظها سوى حضارة الإسلام التي تطبق روح التعاون والعطاء والعدالة مع الشعوب. وكانت ترجمات كتب العرب العلمية المصدر الوحيد للتدريس بجامعات أوروبا نحو ستة قرون، ويمكننا القول: إن تأثير العرب والمسلمين في بعض العلوم استمر إلى الزمن الحاضر، وإذا كان تأثير العرب عظيماً في أنحاء أوروبا التي لم يسيطروا عليها إلا بمؤلفاتهم، فقد كان تأثيرهم أعظم في البلاد التي خضعت لسلطانهم، مثل: إسبانيا والبرتغال وصقلية...إلخ. محاور

وقد تناول المؤتمر عدة محاور، من بينها:

انتشار الحضارة الإسلامية في منطقة حوض البحر المتوسط، والإدارة السياسية والاقتصادية، وإدارة المناطق الإسلامية.. كما استعرض دور الإسلام في النهضة الحضارية والثقافية والدينية والفلسفية، والعلاقات بين مناطق البحر الأبيض المتوسط. وكان هناك محور آخر على درجة كبيرة من الأهمية وهو العلوم والتكنولوجيا في الحضارة الإسلامية والفنون المعمارية والحضرية، وتطور الفنون الإسلامية وعلاقتها مع المناطق والحضارات الأخرى..

وكانت اللغات المعتمدة في المؤتمر: العربية، والتركية، والإنجليزية. تم خلال المؤتمر عرض ومناقشة خمسين ورقة مقدَّمة من باحثين من نحو عشرين دولة، من بينها: مصر ولبنان والأردن والعراق والمغرب وتركيا والولايات المتحدة واليابان والهند وقبرص وإيران وألمانيا وإيطاليا وألبانيا ورومانيا. ومن بين الموضوعات المطروحة، ورقة بعنوان «دور التواصل الحضاري للإسلام بين شعوب البحر المتوسط:

الألفاظ المشتركة بين لغات البحر المتوسط نموذجاً»، للباحث «أنور محمود زناتي» من جامعة عين شمس (مصر)، وتتعرض للألفاظ المشتركة بين اللغة العربية واللغات الأخرى لشعوب البحر المتوسط، والتي تؤكد دور الإسلام في إيجاد تواصل وتمازج بين حضارات البحر المتوسط، وبناء علاقات حميمة وتفاعلات حضارية تقرِّب بين الأطراف المختلفة..

وانطوت الورقة البحثية أيضاً على إشارات ودلالات تُبرز ترابط شعوب تلك الأمم وثقافاتها، بما يهبها شعوراً بالانتماء إلى الإنسانية العالمية. وتحدثت «د. آسية بنعدادة» (المغرب) عن الاستعمار الفرنسي ومحاولته طمس الهوية الإسلامية في مختلف المجالات، مثل: الدين، واللغة،، والتنظيمات السياسية والعمارة..

وتناول «د. عماد علو» (العراق) الأبعاد الإستراتيجية للعمليات البحرية الإسلامية في البحر المتوسط. كما تحدّث البروفيسور «ستيفن هيدمان» عن إحياء السُّنة في عدد من الدول العربية والأجنبية،

وتحدّث البروفيسور «صاحب عالم» (الهند) عن العلاقات الثقافية والدينية بين المسلمين واليهود والنصارى في الأندلس. أما «د. صلاح هريدي» وكيل كلية الآداب بجامعة الإسكندرية الأسبق (مصر)، فقد تحدث عن القبارصة وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية بالإسكندرية في العصر العثماني، كما تناول «د. سند عبدالفتاح» الجاليات الأوروبية في مصر المملوكية.

توصيات

وقد أسفر المؤتمر عن مجموعة من التوصيات، منها:

- تأكيد أن حوار الحضارات المنشود هو الذي يقوِّم كل القيم الإنسانية المشتركة، ومبادئ الحق والعدل، واحترام حقوق الإنسان، والتسامح، والديمقراطية، ويفسح المجال واسعاً أمام تفاهم الشعوب.

- ضرورة الابتعاد عن تشويه صورة الآخرين وازدراء أديانهم ومعتقداتهم ورموزهم الدينية.

- اتخاذ التنوع الثقافي كأساس لعالمية الثقافة والحضارة الإسلامية. - الالتزام بتنفيذ عقد مؤتمر سنوي عن الحضارة الإسلامية.

- تنسيق جهود المشاركين لتعزيز آليات التواصل والتفاعل، ونشر ثقافة الصداقة والسلام والحوار والتسامح؛ باعتبار الحوار هو البديل الوحيد لثقافة المواجهة.

أعدته للنشر على الموقع/ أمانى إسماعيل

MedSea

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

MedSea
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

850,079