<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

اختتمت أعمال «المؤتمر الدولي الثاني عن الثروات المائية» الذي استضافته الإسكندرية أخيراً، بمشاركة 200 عالم جاؤوا من مصر والجزائر وليبيا والسعودية والمغرب وتونس وموريتانيا والبحرين ونيجيريا وتركيا والهند وروسيا والسويد وتايلاند واليونان وبولندا وغيرها، إضافة إلى بعض السياسيين.

وعقد المؤتمر تحت عنوان «الإدارة الساحلية المتكاملة والتنمية المستدامة». وتضمن محاور متنوّعة، بحسب ما صرّح به إلى «الحياة» الدكتور محمد شريدح رئيس «المعهد القومي لعلوم البحار والمصائد في مصر» الذي ترأّس المؤتمر.
وقال شريدح:«هدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات في مسائل مثل إدارة الموارد ووسائل الاستخدام الامثل للبيئة البحرية وتنميتها المستدامة وما يرتبط بها من مسطّحات مائية كالأنهار والبحيرات، إضافة إلى إعطاء صورة واضحة وحديثة عن إنتاج أسماك المياه المالحة والعذبة في المصائد، وكذلك تبادل الخبرة الدولية في مجال التنمية المتكاملة للبيئة الساحلية والتعامل مع الاخطار الطبيعية مثل تكاثر الطحالب المضرة وغيرها... وتناول المؤتمر الوضع الحالي للبيئة البحرية خصوصاً المناطق الساحلية ومدى تأثّرها بالنشاطات البشرية وارتفاع درجة الحرارة والمتغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر».

تضمنت أعمال المؤتمر ندوات ومحاضرات وورش عمل عن المشاكل التي تعترض تطوير الإنتاج السمكي في البحيرات المصرية مثل «ناصر» و«البُرُلّس»ْ و«إدكو» وسبل تطوير الإنتاج السمكي وعلاقته بظروف البيئة.

وكذلك نوقشت أوراق بحثية مهمة عن كيمياء البحر، التلوث، البيولوجيا والميكروبيولوجيا البحريتين، الاستشعار عن بُعْد، متغيرات المناخ، المصائد البحرية ومصائد المياه العذبة والاستزراع السمكي على أنواعه. وشملت تلك الأوراق التلوّث الهيدوكربوني في الطبقات الرسوبية للبحر المتوسط عند السواحل المصرية، والتخلّص من نفايات الشواطئ في الإمارات.

غزو المحيطين

وقدّم الدكتور ممدوح عباس، الأستاذ في «المعهد المصري لعلوم البحار»، بحثاً أشار فيه إلى أن البحر المتوسط تعرّض لغزو كبير من الكائنات البحرية من المحيطين الأطلسي والهادئ. وبيّن أن كثيراً منها بدأت الغزو منذ فترة طويلة، وأن بعضها نافع والآخر مُضرّ. وتضمن الغزو أسماكاً من النوع المُسمى البطاطا، التي ظهرت تقريباً منذ 50 سنة وأصبحت من الأسماك الاقتصادية في البحر المتوسط. وشمل الغزو أنواعاً من أسمال القرش التي جاءت من البحر الأحمر. وأشار عبّاس الى أن الملوحة المرتفعة في منطقة البحيرات المُرّة في قناة السويس، عملت كحاجز ملحي منع الكثير من الأسماك من المرور للبحر المتوسط لفترة طويلة. ثم بدأت ملوحة البحيرات المرة تنخفض. وتشمل هذه الصورة، الآثار الناجمة عن «ماء الصبورة» الذي تملأ به الناقلات عند تفريغ حمولتها من البترول لكي يُحدث التوازن، في نقل كثير من الأحياء البحرية والكائنات الدقيقة من مكان الى آخر، خصوصاً عند شواطئ اليونان وتركيا. وأشار عباس أيضاً إلى سمك «الدراك» الذى استوطن المتوسط قادماً من البحر الاحمر وأصبح من الأسماك الاقتصادية وذلك لتلاؤمه السريع مع بيئة المتوسط. وبيّن أن الكائنات الغازية تشمل أيضاً سمك «القرّاد الأسود» الذي يُسمى أيضاً «سمك الأرنب» لأن شكل أسنانه يشبه ما يملكه الأرنب من أسنان.

وأوضح عباس أن «سمك الأرنب» سام، لكن فمه ليس فيه غدة تفرز السم، كما هو شائع، بل تتراكم المواد السامة في أسنانه بسبب تحلّل غذائها الذي يشمل نوعاً من الطحالب الخضر السامة. وأشار إلى انتشاره على طول الساحل الشرقي للمتوسط، بسبب الميل الى عدم تصيّده، وهو قرار غير صالح خصوصاً ان تلك الأسماك عدوانية تأكل الأسماك الصغيرة و اليرقات السمكية. وأوضح عباس أن «سمك الأرنب» يشكّل تهديداً قوياً للثروة السمكية في البحر المتوسط، ما يعني ضرورة صيده وإبادته، مع التنبيّه إلى ضرورة عدم استخدامه كطعام للماشية والدواجن لأن سمّه لا يزول بأي نوع من التحضير.
وأضاف عباس أن سمكة أرنب تكفي لقتل مئة شخص. وأوضح أن البعض يغرية الكبد الكبير في تلك السمكة، والتي تُطبخ أحياناً مع الرز. وتحدّث عباس الى «الحياة» أيضاً عن تجربة شخصية مميتة. وقال:«لديَّ شقيقان توفيا من أكل سمكة الأرنب. فقد اشتريا من بائع متجول سمكة أرنب تزن4 كيلو ونصف الكيلو أكل منها من إخوتي أخان وأختان وأحد العمال كان يعمل عندنا وكل منهم تناول جزءاً من السمكة لا يتعدى حجم نصف الكف. أكل أخي الأكبر منها وبعد 3 ساعات فقد التنفس وتوقفت الرئتان عن العمل تماماً لمدة 27 يوماً ثم توفي. وارتفع ضغط الدم عند الآخر فى اليوم التالي إلى مستويات عالية، ولم ينخفض طوال 11 شهراً، ما أدى إلى وفاته. وأصيبت شقيقتي بقيء وإسهال لمدة 10 أيام... ويجب ملاحظة أن تأثير السم يدوم أكثر من 11 سنة. ولا توجد طريقة لتخلص الجسم من هذا السم من طريق البول أو البراز مثل السموم الأخرى، لذا يترسب في اجهزة الجسم... يجب أن تصاد أسماك الأرنب وتعدم، وأن لا يجري إعادة تدويرها بل يُفَضّل حرقها».

الأسماك المعلبة والمُدَخّنَة

وفي إطار بحث عرضه في المؤتمر أشار الدكتور محمد أبو طالب رئيس قسم «تكنولوجيا تصنيع الاسماك» في «المعهد المصري للبحار» إلى أنه يفضل استهلاك السمك الطازج وليس المعلب، «لأن عملية التصنيع والتعليب لا يمكن السيطرة عليها، ولا يمكن التأكد من مدى صلاحية السمك المعلب». وبيّن أيضاً أن التصنيع يؤثر في القيمة الغذائية للسمك. ونصح بالابتعاد عن الرأس والأحشاء والامعاء في سمك القُدّ (يُسمى «الرنجة» بالعامية في مصر) والأسماك المُدَخّنَة لانها مصدر للكائنات الدقيقة الضارة والبكتيريا وتسبب الأمراض.

وفي سياق متصل، رصد بحث قدّمه الدكتور حمد محمد إدريس رئيس قسم الكيمياء في كلية العلوم في «جامعة عمر المختار - ليبيا» التلوث البيئي بالعناصر الثقيلة على طول ساحل مدينة «درنة» في الساحل الشرقي من ليبيا، ما أثّر في الحياة البحرية هناك. ورصدت الدراسة أسباب هذا التلوث التي تتصل بالمخلفات الصناعية والصرف الصحي، مُبيّناً أنه (التلوّث) ساهم في تغيير تركيب مياه البحر وقتل الكثير من الكائنات البحرية.
وفي إطار المؤتمر عينه، قدمت المملكة العربية السعودية متمثلة بـ «كلية العلوم للبنات» في «جامعة الملك عبد العزيز» في جدة، بحثاً مهماً عن تأثير التلوث البيئي بالألكيفينول على تكاثر التيلابيا والتيليوستس. كما قدمت تركيا بحثاً عن الاستخدام الأمثل لساحل البحر المتوسط فيها. وعرضت اليونان بحثاً عن التلوث بالمعادن الثقيلة في «بحيرة كوموندورو» في اليونان.

كذلك تطرق المؤتمر الى مشكلة تعرّض الشواطئ للتآكل والغرق بسبب التغيرات المناخية في الكرة الأرضية‏، إذ يتوقع خبراء البيئة ارتفاع منسوب مياه البحار بشدة في السنوات المقبلة بسبب الزيادة في حرارة مناخ الأرض‏،‏ وذوبان الجليد في القطب الشمالي‏. ويساهم ذلك في نخر شواطئ‏ دول المتوسط وتفتيت تربتها، بأثر من ضغط المياه رأسياً وأفقياً عليها.

ولذا، فمن المتوقع تضرّر الحياة البحرية وكائناتها بشدة، إضافة الى احتمال اختفاء مدن ساحلية خلال الثلاثين سنة المقبلة.

اتفاقات دولية

على هامش المؤتمر عُقدت اتفاقات دولية للتعاون البحثي والتقني بين عدد من معاهد العلوم البحرية في شمال أفريقيا ومراكزها البحثية. واتّفِقَ على إنشاء شبكة لمعاهد ومراكز العلوم البحرية في شمال أفريقيا بهدف توطيد التعاون بينها علمياً.
وفى ختام المؤتمر، شدّد العلماء على ضرورة الأخذ بما توصّلت إليه البحوث من توصيات لوضعها على خريطة التنمية، ومنها:
- وضع استراتيجية قومية لعمليات الرصد الدوري والمسوحات للمناطق الساحلية العميقة للبيئة البحرية لدول شمال أفريقيا من خلال اتباع نظام المراقبة والاستشعار من بعد والاهتمام بتجميع البيانات والمعلومات الدقيقة بهدف التوصل إلى فهم أفضل للعوامل المؤثرة في البيئة البحرية.

تعزيز دور التنمية البشرية من خلال المشاركة في المشاريع والبرامج الدولية (مثل مشاريع الاتحاد الاوروبي) ومؤتمرات المنظمات والجمعيات العلمية الدولية، والأنظمة الدولية مثل نظم المراقبة الأرضية والمحيطية.
تدعيم أواصر التعاون بين المدارس المختلفة للمعاهد البحثية والاهتمام برفع الوعي البيئي من خلال المؤسسات العلمية والإعلامية في المنطقة العربية لاستخدام البيئة الساحلية الاستخدام الأمثل وحمايتها والحفاظ عليها لتخدم التنمية المُستدامة.
التصدي لمشاكل تلوث المياه والبحار.
الاهتمام بالأرصاد الجوية كمثال عن حاجة الشعوب العربية للحصول على المعلومات والبيانات في مواقيت دقيقة.
تعزيز تبادل المعلومات بين المؤسسات البحثية، ما يساهم في تطوير علوم البحار على المستويين الوطني والدولي
التصدي لحل مشاكل فجوات المعارف العلمية من خلال توفير المعلومات والبيانات اللازمة لمشاركة قطاعات الاستثمار المختلفة.
العمل على تفعيل التشريعات والقوانين المنظمّة لحسن استغلال وترشيد المخزون السمكي وتنميته، وكذلك الأمر بالنسبة الى العناية بالمسطحات المائية باعتبارها المصادر المهمة للأمن الغذائي.
الحرص على تواصل أجيال المعرفة في المجالات المختلفة، من خلال تدعيم أواصر التعاون بين معاهد البحوث الوطنية والإقليمية والمنظمات الدولية، خصوصاً بين العالم العربي ودول حوض البحر المتوسط.

- تدعيم قنوات الاتصال علمياً وفنياً ومادياً ( بما فيها نقل التكنولوجيا) بين الدول العربية، بالتناسق مع تدعيم القدرات الذاتية العلمية والبحثية.

أمانى إسماعيل

MedSea

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

MedSea
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

921,857