
ساد الشارع المصري خلال الفترة الماضية حالة من القلق الشديد بسبب اللبن المغشوش بزهرة الغسيل والكلور وسماد اليوريا وبودرة السيراميك وذلك في غفلة من وزارة الصحة ومفتشي الصحة والأغذية.
هذه المرة كانت الكارثة في الألبان المغشوشة التي تصيب بالسرطان والكبد والكلى وتسوس العظام عند الصغار والكبار، هذه الظاهرة أثارت الكثير من التساؤلات حول دور الأجهزة الرقابية وجهاز حماية المستهلك.
الدكتور لطفي الغمراوي أستاذ علوم الألبان بكلية زراعة عين شمس أكد وجود طرق كثيرة لغش الألبان منها إضافة لبن البودرة التالف وزيت النخيل وطريقة أخرى وهي زهرة الغسيل وبودرة بلاط السيراميك وهذه الإضافات تضبط قوام اللبن وتساعد على تحقيق الكسب السريع وهذه المواد تحدث تأثيرات متراكمة على صحة الإنسان أهمها سرطان الجهاز الهضمي والتليف الكبدي لأنها مصادر غير طبيعية واستخدامها يعتبر جريمة في حق المجتمع وطالب بضرورة تصدي جميع أجهزة الدولة لهذه المصانع وتفعيل دور الرقابة من قبل وزارتي الصحة والتموين وقيام المعامل التابعة لوزارة الصحة بدورها على الوجه الأكمل كما يجب على المستهلكين تحري الدقة عند شراء الألبان والاطلاع على تواريخ الإنتاج والصلاحية.
بينما يرى الدكتور عبد العظيم عبد الرازق مدير الإدارة العامة للرقابة على الأغذية أن القانون 48 لسنة 41 لم يترك الفرصة أمام مفتش الصحة لاستعمال حق الضبطية القضائية في المعامل أو المصانع التي تقام في مناطق سكنية وإنما كفل له فقط حق الدخول في أماكن التصنيع وأخذ عينات وفحصها وشدد على ضرورة تضافر كافة الجهود من رجال مباحث التموين والصحة معا لحماية منتجات الألبان من الغش خاصة أنه إذا لم يتم مواجهة ذلك بحزم فسوف تزداد الأمراض الخطيرة في مصر وهذه المواد التي يتم استخدامها كالفورمالين واليوريا هي مواد محرمة دوليا ولها تأثير خطير على صحة الإنسان.
وفي الوقت ذاته طالبت النقابة العامة للعاملين بالتجارة بضرورة وضع آلية جديدة للحفاظ على صحة المواطنين والتفتيش على جميع الأغذية خاصة الألبان من خلال مفتشي التموين والصحة وجهاز الرقابة على الجودة ودعت النقابة خلال اجتماعها لمناقشة غش الألبان إلى ضرورة تغليظ العقوبة على غشاشي الألبان واتخاذ إجراءات رادعة ضدهم وضرورة إحياء دور جهاز حماية المستهلك وأعلنت النقابة أنها ستتقدم بمذكرة إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي لتوضيح الحقيقة حول غش الألبان وتساءل المجتمعون بشعبة السلع الاستهلاكية بالنقابة ومسئولو مديريات التموين حول حقيقة هذه الظاهرة واعتبر البعض أنه تم إثارتها لمصلحة بعض شركات الألبان لأن المعروف دائما أن غش الألبان يتم عن طريق المياه ولكن البعض الآخر اعترض معتبرين أن الغشاشين يستعينون بكميائيين متخصصين لإضافة هذه المواد بحيث يصعب على المستهلك البسيط اكتشافها كما أن هذه المواد تذوب مع الألبان بسهولة.
<!-- InstanceEndEditable -->

ساحة النقاش