أن ضعف المسلمين جاء من تفرق كلمتهم شتات شملهم نتيجة لتفرق المذهب والعقيدة ، فمذاهب المسلمين المختلفة كانت الباب الذي دخل منه الخلاف ، وأستغل الاستعمار أو الغربي هذه الثغرة فوسعها ، وباركها كما يبارك الشيطان فعل الكبائر : هذا إسماعيلي ،وهذا إمامي ، وذاك زيدي ، ومنهم من غلا في مذهبه غلواً أيضاً هذا إسماعيلي ، وذاك درزي ، والآخر علوي ، ثم نلتفت مرة أخرى فنجد أيضاً بعض رجال السنة يختلفون ، ونجيل الطرف بعد ذلك فنجد هذا إباضياً ، والآخر يميل إلى الاعتزال ، وننظر إلى الإسماعيلية نفسها فنجد فيها النزارية الأغاخانية ، والمستعلية النعرة ـ، ثم لا نكاد نلتقط أنفاسنا حتى نلمح بعيداً في الهند جماعة الأحمدية أو القاديانية ، وهى تنسب نفسها لإلى الإسلام ، ويصلح فريق منها ويضل فريق .


مذاهب مختلفة وعقائد متعددة في ظل دين واحد ، والرسول واحد ، يستغلها ذوو النيات السيئة وأصحاب المقاصد الدنيئة في ضرب المسلمين بعضهم ببعض .
الإسلام دين فطرة دون منازع ، أي انه الدين الذي يتلاءم كل الملائمة مع الخليقة ، ومن هنا صح لنا أن نسميه دين البشرية ، وما كان الإسلام ليسمى دين البشرية اعتباطاً أو تحمساً ، ولكن ما جاء به هذا الدين من دستور يقبله العقل ، وهداية البشرية يستنير بها القلب ، وعمق يرتكز عليه الإيمان ، وتطور يصلح الكل زمان ومكان ، وشريعة تنظم أحوال المجتمع ، ومساواة تربط جميع الناس ، وتأمين للنفس البشرية يجهلها تطمئن إلى حياة أخرى تلقى النعيم بقدر ما قدمت مناخير ، كل ذلك صمام أمان يرد على النفس طمأنينتها إذا هزها ريب أو أعتورتها شكوك .

فالإسلام عقيدة بوحدانية الخالق ، وإيمان برسالة محمد إلى الناس كافة ، تلك الرسالة التي أخرجتهم من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الرشاد ، ومن الفوضى إلى النظام والإستقرار .

أن المذاهب في الإسلام أضعفت الإسلام ، والفرق الإسلامية قاتلة ، وتلك الدماء المراقة والتي ما زالت تراق على مر القرون لم تفد الإسلام في شيء ، بل نخرت عظامه وأضعفت مقاومته لتيارات الغدر والاستعمار ، إن هذه الخلافات بين المذاهب من الخطورة بحيث أن كل مسلم صحيح الإسلام غيور على دينه ووطنه لابد وأن يتحمل جانباً من تلك المسئولية ، سواء أكان من السلف أم المسلمين المعاصرين .

هناك روابط أكيدة متينة لها وزنها وقداستها تجمع بين المذاهب والخلاف إذا كان على الإمامة ما بين السنة والشيعة يمكن تفاديه ، فليس هناك في الوقت الحاضر نظام لحكام المسلمين عن طريق الإمامة ، ولا توفرت الشروط التي تجتمع بين السلطتين الزمنية والدينية .
ومسالة ظهور الإمام المستور الذي يعتقد بظهوره من قبل الإمامية ولا تأخذ برأيهم فيه بقية المذاهب الإسلامية ، أيضاً ليست مسألة خلاف ما دام الإمام لم يظهر بعد ، وحين يظهر نتفق أو نختلف ، أما الأمور الخلافية على أمور لم تحدث بعد فأن ذلك أمر لا يتفق مع تفكير أو العقلاء ، هذا فضلاً عن أن عدم الإعتقاد بالإمام المهدي في رأي الشيعة أنفسهم لا يدفع بصاحبه إلى مزالق الكفر ومهاوي الضلال .

فنحن نستطيع أن نقول إنه لا يوجد الخلاف الذي يؤدي إلى هذه الفرقة الطويلة الخطيرة بين السنة والإمامية والزيدية والإباضية اللهم إلا ما كان نتيجة الجهل والجمود والتعصب عند بعض من ينتسبون إلى واحد من هذه المذاهب ممن جعل العامة لهم مكانة دينية مرموقة .

فمن الميسور أن تقترب هذه المذاهب الواحد من الآخر في سهولة ويسر ، وأن تلتقي في صواب الطريق ، وأن تعقد الجلسات والمؤتمرات التي تظللها السماحة ويكون رائدها الخير للإسلام والمسلمين ،.
الإسلام نزل إسلام بلا مذاهب والمسلم عليه أن يقول بالإسلام واحد ـ فالقرآن واحد والفروض واحدة والشهادة واحدة
فكونوا مسلمين لا مذهبيين .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 14 ديسمبر 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

379,955