طنطاوى ومبارك
ثلاثون مترا وقفص حديدى، فقط لا غير، سيفصلان اليوم بين رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوى، والرئيس المخلوع حسنى مبارك، حيث ينتظر المئات من أسر الشهداء والمصابين، إضافة إلى ملايين المصريين، شهادة المشير أمام محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت، فى قضية القرن، قضية قتل المتظاهرين، المتهم فيها مبارك ونجلاه ووزير داخليته حبيب العادلى وستة من كبار مساعديه.
مصادر مطلعة، كشفت لـ«التحرير»، عن أن المشير طنطاوى سيمثل اليوم للإدلاء بشهادته فى القضية، بعد أن رفضت المحكمة الطلب المقدم منه للإدلاء بها كتابة، إضافة إلى رئيس أركان القوات المسلحة الفريق سامى عنان، الذى ستستمع المحكمة إلى شهادته غدا (الأحد)، وهو ما أكدته جميع الشواهد حتى مثول الجريدة للطبع.
من ناحية أخرى، ووفقا لمصدر أمنى أنهت القوات المسلحة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والأمن العام، إجراءات تأمين القاعة، التى تشهد وقائع القضية بصفة خاصة، إضافة إلى مبنى الأكاديمية بصفة عامة، حيث تقرر تولى الداخلية عمليات التأمين فى الخارج، فيما تم توزيع أعداد كبيرة من الجنود والخيالة على جميع بوابات الأكاديمية.
أما قاعة المحاضرات رقم (1)، التى تشهد جلسات القضية، فيتم تأمينها، بالتعاون بين الداخلية وقوات الجيش، حيث انتقلت بالفعل المدرعات وناقلات الجنود المتمركزة فى مناطق قريبة من أكاديمية الشرطة للانضمام إلى القوات الموجودة هناك، بينما تم تمشيط قاعة المحكمة بالكامل، على أن تتبع نفس إجراءات تأمين سيارات الترحيلات، التى ستنقل المتهمين المحبوسين فى سجن مزرعة طرة، علاء وجمال مبارك، وحبيب العادلى، وأحمد رمزى، وإسماعيل الشاعر، وحسن عبد الرحمن، وعدلى فايد، إضافة إلى انضمام كل من أسامة المراسى وعمر الفرماوى، إلى باقى المتهمين فى قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة.
يأتى هذا، فى ظل غياب المتهم الهارب حسين سالم صديق مبارك المقرب، الذى يتابع مجريات المحاكمة من إسبانيا، فيما سيحضر مبارك إلى قاعة المحكمة ويدخل القفص، كالعادة، محمولا على سريره، بعد أن تنقله طائرة عسكرية من مقر إقامته فى المركز الطبى العالمى.