كما يحدث دائما عندما نتعرض لتعريف أمر ما أو معنى أو شىء ، فأن التعريفات تكثر بل وقد تتعارض طبقا لزاوية التعريف ذاتها ، ولكننا هنا لن نتعرض لأراء العلماء والفلاسفة لعملية التفكير ، وسنكتفى بالتعريف العام وهو أن التفكير عبارة عن : سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها العقل عندما يتعرض إلى مثير يستقبله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة .
خصائص التفكير:
عندما نتحدث عن خصائص التفكير فاهم ما يرد على ذهننا خصيتين من أهم الخصائص المميزة لعملية التفكير وهما :
- مجرد
فلا أحد يستطيع أن ينكر وجود التفكير ، لكنه مجرد ، أو بمعنى آخر هو غير مرئى .
- غير ملموس
فالتفكير كما أنه غير مرئى كما أتفقنا ، فهو أيضا غير ملموس وإن كان ببعض التدريب تستطيع – معنويا - أن تستخرج الفكرة من رأسك وتتعامل معها ككيان ملموس .
تطوير مهارة التفكير
كل فرد يستطيع أن يستخرج من نفسه قدراته العقلية الكامنة واستغلالها أكثر مما يستغلها الآن.
فثمة قانون يسمى "قانون الاستخدام " الذي يعني أن عدم استخدام أية قدرة إنسانية يؤدي إلى تعطيلها وبالتالي فقدانها ، وكلما استخدمنا القدرات فإنها تنمو تماماً
كالعضلات ، ولتقوية القدرة على التفكير علينا أن نعى أن التفكير بادئ الأمر بحاجة إلى التركيز بتحديد هدف واحد في وقت واحد ، ومحاولة استبعاد كل ما يشتت فكرك ويشغل ذهنك ، ولبناء القدرة على التركيز الذهني والعقلي يحتاج إلى تمرين هادئ وطويل ، يقول أحد علماء النفس: "ليست العبقرية أكثر من تركيز الذهن"
وقال آخر : ":إن حصر الاهتمام هو أوّل مقومات العبقرية" .
فالتركيز يزيل الخيالات المبعثرة وتتلاشى المعرقلات والمثبطات المادية أو الجسمية ، مما يولد لدى الفرد قدرة الاحتفاظ بالاستقرار الذهني والوضوح .
ومما يساعد على التركيز العزلة أو الاعتزال المؤقت حيث يساعد على التخلص
من ضغوط الحياة وملل الروتين ، ويزيد في النشاط العقلي .
أعراض التفكير غير المنظم
- الارتباك والتردد
ومن أهم مظاهر التردد ، الخوف من وضع الفكرة موضع التنفيذ ولذلك من الممكن أن تجد لدى البعض أفكار عملاقه من الممكن ان تطور من حياته ، لكنه دائما يخشى التقدم ولو لخطوة واحده ..
ستجد المتردد وبالتالى صاحب التفكير غير المنظم لديه سهولة فى الاقتناع بالفكرة وايضا سهولة فى التخلي عنها .
- صعوبة أداء العمـل
طبيعى أن يجد صاحب التفكير غير المنظم صعوبة فى اداء الأعمال لأن التفكير أساس الأداء والإنجاز ، كما انه لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية التسلسل المنطقي في التفكير أثناء أداء الأعمال .
- غياب نقطة بداية التفكير
التفكير المنظم يبدأ من نقطة محددة ويسير بخطوات متسلسلة إلى النتيجة المطلوبة ولا ينشغل كثيراً بالمؤثرات الجانبية .
- الدوران في حلقة مغلقة
الانتقال من فكرة إلى أخرى قبل نضوج الأولى ثم العودة من الفكرة التالية إلى الفكرة السابقة مع عدم القدرة على إدخال أفكار جديدة .
- عدم معرفة ما تريد الوصول إليه
طبيعى أن الغاية من التفكير الوصول إلى جواب أو قرار أو فكرة ، فإذا كان الهدف فى الأصل غير موجود او غير واضح ، فبالتأكيد أن ذلك يعوق عملية التفكير السليم.
أدوات التفـكير المنـظم
حيث أنه من الطبيعى عندما نود التفكير بشكل منظم ، أن نعتمد على أدوات التفكير التى تساعدنا على القيام بهذه المهمة على الشكل الأمثل ، ومن أهم هذه الأدوات :
- الحقائق المرتبطة بالهدف
ويقصد بها تلك الحقائق الثابته التى يمكن الأعتماد إليها ، حقائق ثابتة وليست تخمينات ، وبالتالى يمكن من خلالها تحديد نقطة الانطلاق ، أو الارتكاز عليها كنقطة ثابتة للانطلاق ، وهذه الحقائق يراعى ان تكون مناسبة من حيث الزمان والمكان .
- وسائل انتقـاء المعلومـات
وهى تلك الوسائل التى تساعدنا فى حالة وجود سيل من المعلومات على انتقاء المعلومات التى من الممكن أن تكون ذات أهمية بالنبة لى فى وقت ما وإزاء قضية ما ، ومن أهم هذه الوسائل :
§ المقارنة (مقارنة المعلومات ببعضها أعتمادا على الحقائق الثابتة)
§ النسب ( حيث تتوقف أهمية المعلومة على مصدرها الرئيسى )
§ الأحتمالات ( وهو استخلاص بعض المعلومات والحقائق نتيجة
للتوقع وإعمال العقل )
تقدير الأهمية ( حيث تختلف أهمية كل معلومة نتيجة للعديد من
الظروف كظروف الزمان والمكان )
- خريطــة التفكيـر
وهو وضع ما يشبه الخريطة التوضيحية لتفكيرنا إزاء موقف معين ليكون كما بالشكل الموضح ، وبالتالى نفرق بين ما هو واقع وما هو نظرية ، وبين ما هو ماضٍ وما هو مستقبل .........
- وسائل التدوين والإيضاح
( القـلم - الـورقة- الخرائط - الرسومات - الآلة الحاسبـة ) وكل هذه من الوسائل المساعدة ، والتى يمكن العتماد عليها كأحد أدوات التفكير المنظم ، إذا ليس عيبا على الإطلاق أن ألجأ للورقة والقلم لتوضيح فكرة أو لتدوين ملاحظات .
ساحة النقاش