التحرش
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->
<!--[endif]-->
التحرش كلمة كانت تزلزل من يسمعها باتت الخبر الاساسى والعنوان الدارج بالصحف ، ولفظ جديد زرع باللغة العربية.
فمن اين تمسك البعير تلك الظاهرة التى اتخذت عِدَّةَ اشكال و منها على سبيل المثل وليس الحصر تحرش الرجل بالمرآة بل ا يضا تحرش النساء بالرجال والتحرش المثاى الشاذ.
فالكثير عندما يذكر امامهم لفظ التحرش يتم الخلط بينه وبين الفاظ اخرى مثل الغزل والمعاكسة، والمراودة، وهتك العرض، والزنا والاغتصاب ،ولكن يوجد فرق كبير بينهم ولكننا سننفى هذا الخلط الان معا .
سنوضح الفرق بين المصطلحات التى قد تتشبه عندما تقع باذن الفرد او يقرأ احدها الا وهى:
أولاً : خدش الحياء
هو أي فعل أو قول أو إشارة تنزع إليه الشهوة من القبائح وتعمل على تغير وإنكسار وإنقباض النفس للمتلقي على غير هواه ، وهذا الفعل لايصل إلى المجني عليه بالإتصال المباشر المادي .. مثل تعابير المعاكسات ، أو السباب أو حركات باليد ، أو كشف عورة الفاعل للمتلقي ، أو إجبار المجني عليه مشاهدة فعل جنسي ، أو لقطات إباحية في وسائط إعلامية ، أو النظر بشهوة والإتيان بحركات في الوجه تعطي تلميحات جنسية مثل الضغط بالفك العلوي على الشفة اليسرى ، وجنائياّ تعتبر جنحة فعل فاضح .
ثانياً : الفعل الفاضح
هو مثل ما سبق و لكن يشترط العلانية والوضوح لغير الطرفين من العامة وان لم تتم الرؤية ،فلا يشترط عدم الرضاء من قبل المجنى عليه ، فالفعل الفاضح يتم ولو بموافقة المتلقى ،مثل التقبيل فى الشارع او السيارة ،فمثل هذه الافعال تعتبر جنحة بالقانون الجنائى.
ثالثا : هتك العرض
هو فعل غرضه الإخلال بحياء المتلقي ودون رغبته ويشترط فيه العلم والإدراك والإرادة من الجاني ، ولا يكون إلا بالتعدي المادي والإحتكاك المباشر بالمتلقي ،و لا يشترط تحديد الجنس لأى من الطرفين ،فيعتبر الفعل هتك عرض بمجرد الكشف او المساس بعورة المجنى عليه ،و يصنف هذا الفعل كجناية.
رابعا: الإغتصاب
هو مواقعة الأنثى الغير متزوجة من الفاعل ودون رغبتها ، وتشترط صحة المواقعة بحدوث إيلاج حتى ولو لمرة واحدة وحتى دون كامل عضو الرجل ، على أن تكون المرأة مسلوبة الإرادة ودون رغبتها نتيجة إجبار مادي أو معنوي أو غياب وعي أو إصابة بمرض عقلي ، أو الزوجة المطلقة التي يواقعها طليقها دون العلم بطلاقها وعدم رضاها عن المواقعة عند علمها بطلاقها ، ولاتعتبر المواقعة من الخلف إغتصاب ، والإغتصاب جناية عقوبتها تصل للإعدام.
خامسا: العنف ضد المراة
هو أي فعل عنيف تدفع عليه عصبية الجنس ويترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية النفسية أو الجنسية أو الجسمانية،، سواء في الحياة العامة أو الخاصة ، ويعتبر مظهر لعلاقات قوى غير متكافئة بين الرجل والمرأة تعمل على هيمنة الرجل على المرأة وممارسة التمييز ضدها والحيلولة دون نهوضها، وهذا العنف البدني أو النفسي أو الجنسي ممكن أن يكون داخل إطار الأسرة كالضرب والتعدي الجنسي على الأطفال الإناث وإغتصاب الزوجة والختان ، أو في إطار المجتمع مثل الإغتصاب والتعدي الجنسي والترهيب والتخويف في أماكن العمل والإجبار على ممارسة البغاء ، أو في إطار الدولة عندما ترتكب العنف البدني أو الجنسي أوالنفسي أو تتغاضى عنه ، ويمكن إعتبار كل ماقيل في التعريفات السابقة عنف ضد المرأة إذا كان الفاعل رجل والمتلقي إمرأة فيما عدا حالة الفعل الفاضح إذا كان بموافقة المرأة.
سادسا: التحرش الجنسي
هو فعل يراد به الحصول على منفعة جنسية دون موافقة الطرف الآخر سواء بالكلمات أو بالملامسة أو بالإشارة ، ويعرف المركز المصري لحقوق المرأة التحرش الجنسي بأنه " كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة أو يعطيها إحساسا بعدم الأمان" ، سواء كان الفعل علانية أو سراً
، وتصنف قانونياً أما جنحة خدش حياء أو جناية هتك عرض أو جناية إغتصاب.
ولكن بالعودة الى اللفظ او تعبير التحرش الجنسي ذاته ،وهو تعبير جديد على اللغة العربية فهو ترجمة للتعبير (Sexual Harassment الإنجليزي(
،وبالبحث عن المعانى التالية: المعجم الوجيز، طبعة وزارة التربيةوالتعليم،مصر: حرشه حرفاً : خدشه. وحرش الدابة: حك ظهرها بعصا أو نحوها لتسرع. وحرش الصيد : هيّجه ليصيده. والشيء الحرش: الخشن. وحرَّش بينهم: أفسد بينهم. وتحرَّش به: تعرَّض له ليهيِّجه..
و وجد التحرش بنوعان:-
الاول
الشفهي من إطلاق النكات والتعليقات المشينة ،والتلميحات الجسدية ،والإلحاح في طلب لقاء ، وطرح أسئلة جنسية ، او عابرات الغزل والاعجاب فقد تعجب الفتاه به اذا لم يخرج من قواعد الادب او خدش الحياء.
اما الثانى
قد يصل إلى النشاطات الجنسية بداية من النظرات الموحية ،ثم تتصاعد مرور باللمس والتحسس والقرص حتى الوصول الى حك الذكر فى جسد الانثى.
من أمثلة هذا السلوك:
النظرة الخبيثة أو ذات المعنى للأنثى بينما تمر من أمام الشخص.
التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسى.
تعليق صور جنسية أو تعليقات جنسية فى مكان يعرف الشخص أنها سوف ترى هذه الأشياء.
لمس الجسد.
النكات أو القصص الجنسية التى تحمل أكثر من معنى.
الإصرار على دعوتها مرارا إلى طعام أو شراب أو نزهات برغم الرفض المتكرر.
الإصرار على توصيلها إلى المنزل أو توصيلها إلى العمل رغم الرفض المتكرر.
طلب أن تعمل ساعات إضافية بعد مواعيد العمل مع عدم وجود ضرورة لذلك.
باللجوء الى علم النفس علم النفس والاجتماع سنرى ان السبب هو ضعف النشأة الاجتماعية والمفاهيم الخاطئة لديه فيما يتعلق بالجنس الأخر ،وعدم الاستقرار النفسى والعائلى عنده،ويرى الدكتور أحمد عبد الله أن هناك كثيرا من الأنواع لشخصيات المتحرشين جنسيا، فليس فقط العاجز جنسيا هو من يلجأ للتحرش، ويكمن تحقيق الرغبة هنا فى الشعور بالإشباع والسعادة عندما يرى الرعب والتوتر فى عين الضحية ،فالدافع هنا هو عدوانه على الفتيات، وهناك نوع آخر من المتحرشين الذين تعرضوا لاعتداء جنسى فى الصغر، فهم معرضون للعدوان والانتقام بشكل عشوائى، وتتحول القضية هناك إلى أساليب انتقامية وليست تحقيق الإشباع الجنسى والمتعة الحسية،فهناك نوع آخر مرشح لكى يكون نواه لمتحرشين جنسيا، هم المدمنون للعقاقير والمخدرات، فهم ليسوا لديهم القدرة على التحكم فى أفعالهم ويفعلون ذلك بلا وعى، والنوع الأكثر إقبالا على التحرش الجنسى هم الذين يعانون من إدمان الجنس، فطوال الوقت لا يفكرون إلا فى الجنس، مما يعوق أداء وظائف حياتهم ويصبح تفريغ هذه الرغبة هو منتهى آمالهم.
قد يكون المتحرش هو شخص عدوانى بصورة طبقية، بمعنى أن تستفزه الطبقة الغنية، مما يدفعه إلى العدوان عليها ويعبر عن حنقه وكرهه لهذه الطبقة عن طريق التعبير الجنسى العنيف، مما يترك أثرا نفسيا على الضحية من الإحساس بالضعف والتضاؤل والخزى، مما يعطى انتعاشا للمتحرش وثقة وإحساسا بالتفوق.
برغم أنه لا توجد أرقام دقيقة للمتحرشين جنسيا فى مصر، إلا أن الرجال المصابين بالعجز الجنسى هم الأكثر عرضة للقيام بالتحرش الجنسى، بمعنى أنهم نواة لمتحرشين مقبلين، وكل ما أستطيع قوله إن النسبة فى تزايد مستمر بسبب عوامل كثيرة، سواء كانت صحية أو غذائية أو عادات خاطئة.
تشيع هذا الظاهرة بالأماكن المزدحمة والجدير بالذكر ان قد يكون المتحرش مراهقا وقديكون يافعا أو شابا وحتى عجوزا،و عادة يبدأ اضطراب التحكك فى سن المراهقة ويقل بعد سن 25 .
تقول فوزية بوحريم أستاذة علم نفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم علم النفس بجامعة عنابة حول أثر التحرش على الضاحية :
عندما لا تكون المرأة المتحرش بها جنسياً راضية بالأمر، فإن الأمر يصبح مطاردة، والإحساس بالمطاردة قد يسبب الإنهيار العصبي خاصة إذا كانت ظروف المرأة لا تسمح لها بمغادرة مكان العمل أو الدراسة ، فإن بقيت تحت لضغط قد تصاب بإنهيار، وإذا كان بإمكان المرأة المغادرة أو الهروب فإنها تصبح حذرة في علاقاتها حيث ستظل التجربة السلبية راسخة بذهنها وبداخلها.
وفي حال كانت المرأة الطالبة أو العاملة ذات شخصية هشة غير متماسكة أو ضعيفة فسيؤثر ذلك كثيراً عليها في المستقبل فقد يصل بها الأمر لرفض الإرتباط بزوج، لأنها سترى في كل الرجال صورة عن الرجل الذي تحرش بها جنسياً والذي بسببه كونت صورة جد سلبية عن الرجل.
إن وصلت لتكوين أسرة فقد لا ينفع معها تغيير المكان أي أن تغيير الوضعية لن يؤدي بها لتغيير فكرتها وإنطباعها لهذه الأسباب وغيرها.
جاء في تقرير للجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات:
أن الطالبات أكثر شعورا بالخجل والغضب والخوف والتشوش ، وأقل ثقة وأكثر شعورا بخيبة الأمل تجاه تجربتهن الجامعية بعد تعرضهن للتحرش الجنسي.
وتقول الطالبات:
إنهن يتفادين المتحرش بهن أو أماكن معينة في الحرم الجامعي ، وأنهن يعانين من صعوبات في النوم أو التركيز.
كما أن الطالبات أكثر لجوءاً للاستعانة بشخص يقدم لهن الحماية ، أو إلى تغيير مجموعات الأصدقاء ، أو الامتناع عن المشاركة في الفصل و الانسحاب من المساق ، أو التغيب عن نشاط ما.
علماً بأنهن نادرا ما يبلغن المسؤولين الجامعيين عن تعرضهن للتحرش.
فان تلك الظاهرة اخذت تتفاقم ففى دراسة :
للدكتور أحمد عبدالله (2006 ) تبين أن أكثر من 60% من الفتيات يذكرن أنهن قد تعرضن للتحرش بصورة أو بأخرى خلال حياتهن . وفى دراسة للدكتور على إسماعيل وآخرين (2006) على المرضى المترددين على عيادة الأمراض النفسية بمستشفى الحسين الجامعى تبين أن 9% من العينة قد عانوا من الإنتهاك الجنسى فى فترة من فترات حياتهم ( أو حياتهن ) . وفى دراسات تمت فى المجتمعات الغربية تبين تعرض الفتيات للإنتهاك الجنسى بنسبة 13% وتعرض الفتيان بنسبة 4% , والإنتهاك هنا يتراوح بين هتك العرض والزنا والإغتصاب .
قالت دراسة أعدها المركز المصري لحقوق المرأة حول التحرش الجنسي في مصر، إن 40 % من المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي من خلال "اللمس".
وأشارت الدراسة ـ التي جرت على عينة من ١٠٨٢ استمارة ـ إلي أن التحرش لا يقتصر فقط على عمر أو طبقة اجتماعية معينة، ولكنه يعوق تقدم المرأة ديموغرافياً، مؤكدة أن أبرز الأشكال الشائعة للتحرش هو اللمس بنسبة ٤٠%، يليه التحرش بالألفاظ البذيئة بنسبة ٣٠%، بحسب تقرير لصحيفة المصري.
وأوضحت النتائج أن ٣٠% من المعتدى عليهن يتعرضن للتحرش الجنسي يومياً و٢% فقط منهن يلجأن إلى الشرطة عند تعرضهن للتحرش، مؤكدة أن النساء لا يثقن في أن النظام القانوني الراهن يوفر لهن الحماية من المتحرشين بهن.
وأكدت الدراسة التي أجريت في عدة محافظات، منها القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية وقنا والمنيا وسوهاج والأقصر، أن أعلي نسبة للتحرش كانت ضد الفتيات اللائي يذهبن للمدرسة سيراً على الأقدام أو بالمواصلات، ثم النساء أثناء توجههن من وإلي العمل أو في موقع عملهن، موضحة أن النسبة المئوية الأعلي لأشكال التحرش الجنسي الأكثر شهرة هي المضايقة الشفهية والتي تتضمن كلمات قاسية وقحة تصف أجزاء جسد المرأة.
وقالت الدراسة: حتي النساء الأكبر سناً يواجهن أشكالاً مختلفة من التحرش بنسبة عالية، مما يعني أن مظهر البنت أو عمرها الصغير ليس مكمن إثارة الرجال للتحرش بالنساء كما يعتقد الكثيرون.
وأوضحت أن شكل رد الفعل الشفوي تجاه التحرش والمتمثل في النظر أو القول حصل على ٦.١٣% من نسبة المشاركات، بينما بلغت نسبة من آثرن السلامة ولم يتخذن أي رد فعل تجاه مضايقتهن، نحو ٦.٢٩% وكانت نسبة من طلبن المساعدة من السلطات ٢% فقط.
و نوجه بعض النصائح إلى بناتنا لتجنب المتحرش
1-حاولي الانتقال قدر الإمكان إلى مكان أكثر أمانًا بعيدًا عن المتحرش. فمثلا إذا كنت فى وسيلة مواصلات فعليك بالنزول منها أو تغيير مكانك فيها حسب ما يتطلب الموقف، وقد تطلبين من أحد الركاب الجالسين ممن تتوسمين فيه الخير أو المروءة أن يقوم لتجلسي مكانه ولا مانع من أن توصليه رسالة موجزة بأنك تتعرضين لمشكلة وهو سيفهم ويساعد في الأغلب.
2-إذا كنت في مكان مغلق فعليك الانتقال في أسرع وقت إلى مكان مفتوح حتى لا ينفرد بك المتحرش. أما إذا كان الابتعاد عن المتحرش. غير متاح فعليك أن تواجهيه بنظرة حازمة وغاضبة ورافضة ومؤكدة، وأن تعلني رفضك بكلمات قليلة ومحددة، دون الدخول في نقاش معه.
3- لا ترفعي صوتك ولا تستخدمي كلمات جارحة.
4-لا تقولي له من فضلك أو لو سمحت أو أي كلمات من هذا القبيل ولا تفتحي معه مجالا للمناقشة، ولا تجيبي على أي أسئلة يوجهها إليك المتحرش، ولا توجهي أنت إليه أي أسئلة. باختصار اقطعي عليه الطريق باستخدام النظرة الحازمة الرافضة الغاضبة واستخدام كلمات قليلة محددة ومؤكدة ورافضة. والمتحرش فى أغلب الحالات يكون جبانًا لذلك يتراجع عند أول بادرة رفض أو تهديد.
5-إذا كنت أمًا وتريدين حماية ابنتك من التحرش فافعلي ذلك دون إثارة حالة من الرعب والفزع في نفسها، فمثلا أوصها ألا تسمح لأحد غريب باصطحابها إلى أي مكان، أو أن يتحسس جسمها أو يكشف ملابسها، أو يعبث بها، وأن لا تدخل في أماكن مغلقة مع رجل سواء في محل بقالة أو مكتبة أو غيرها، وأن لا تمشى في أماكن معزولة، أو في أوقات متأخرة من الليل. ولا تلبسي هذه التنبيهات ثوبًا جنسيًا وإنما علميها إياها من خلال وجوب محافظتها على كرامتها وسلامتها.
6-يحتاج المجتمع لأن يقي أبناءه وبناته شر التحرش وأن يجنبهم آثاره، وذلك بتيسير إشباع الاحتياجات الإنسانية بطرق مشروعة، والحد من المواد الإعلامية والإعلانية المثيرة للغرائز، وترشيد الخطاب الديني الذي يصور المرأة على أنها جسد شيطاني شهواني يجب تغييبه عن الحياة تماما وعزله بالكامل داخل غرف مغلقة بعيدًا عن أعين الرجال الحيوانيين. ويحتاج المجتمع لأن يرعى وينمى في أبنائه ضوابط الضمير والضوابط الاجتماعية والضوابط القانونية للحفاظ على التوازن الصحي بين الدوافع والضوابط.
جمع واعداد
العيسوى الصغير
ساحة النقاش