إسلام فؤاد عبد الفتاح(العيسوى الصغير)

ميزان المسؤوليات بين المرأة والرجل
محمد حسين فضل الله
عندما تتحمل المرأة المسؤولية التي يتحملها الرجل, تصبح ملزمة بالابتعاد عن الأمومة,لأن ذلك يفرض عليها أن تمنح كل جهدها لإعطاء هذه المسؤولية غناها وحيويتها وامتدادها,في الوقت الذي تثقلها فيه الأمومة,الأمرالذي يترك تأثيراً كبيراً على دورها كأم,وعلى الأسرة والمجتمع أيضاً.
وبما أن أبوة الرجل ليست في جسده,بينما أمومة المرأة في جسدها,فإن أبوة الرجل أسهل من أمومة المرأة,ومن الطبيعي أن تثقل الأمومة المرأة جسدياً ونفسياً حتى في بدايات الحمل,وإن كانت لاتلغي طاقاتها,ومن الطبيعي أن تتعبها على الأقل بما لاتتعب به خارج نطاق الأمومة.
وهكذا عندما يولد الطفل,فإن المرأة التي لاتريد أن تتحمل مسؤولية البيت, لابد لها من أن تستعين بامرأة أخرى حاضنة أو خادمة تقوم وظيفياً بذلك الدور نيابة عنها,وهو مايعد التفافاً غير مبرر على دور المرأة كأم,وتشويهاً لذلك الدور,عدا أن ذلك يسيء الى المرأة لحرمانها من جانب الأمومة الذي يمثل جزءاً هاماً من شخصيتها,كما يسيء الى الولد لحرمانه من الاحتضان العاطفي الذي يحتاجه.
إن قيام المرأة بمسؤوليات الرجل نفسها,يعد استرجالاً يحرم المرأة من أنوثتها,والمرأة عندما تسترجل لاتصبح رجلاً ولاتعود امرأة, والعكس صحيح,فالرجل عندما يتأنث,لن يعود رجلاً ولن يصبح امرأة.
إن الحياة تقوم على إبقاء الأشياء بحسب طبيعتها صفات وحركة,لتنتج للحياة فكراً أو عملاً أو مشروعاً أو إنساناً أو ماأشبه ذلك.
إننا عندما ندرس واقع المرأة في المجتمع الغربي الذي يتطلع اليه إنساننا في الشرق,نجد أن الأزمات النفسية والمشاكل الزوجية والأوضاع العاطفية المعقدة,قد استطاعت أن تهدر قدراَ كبيراً من إنسانية المرأة في مقابل ماحصلت عليه من مكاسب مالية أو اجتماعية,لن تستطيع تعويض المرأة مافاتها.
نحن لانريد حرمان المرأة من العمل ومن النشاطات الاجتماعية والثقافية,ولكن نريد القول إن علينا أن نوازن بين تلك المكاسب المطلوبة وبين المحافظة على شخصية المرأة كأنثى وكزوجة وكأم,كما أننا عندما نتحدث عن الرجل وعن حركيته في الحياة,فإن ذلك لايلغي مسؤوليته كأب وكزوج ومايرتبط بتلك الأدوار من التزامات.
  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 609 مشاهدة
نشرت فى 7 ديسمبر 2007 بواسطة MAXMAN2015

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

363,842