أعراض الحب
نـــــــاجي الســــــــبع مساعد إخصائي – قسم العلاج الطبيعي
بين ابـــن حــــــــــــزم والأطبــــــــاء الإيطـــــــــــاليـــــين
في مقال الحب والطب تطرقنا إلى دراسة أجريت على مجموعة من الطلاب بجامعة بيزا الإيطالية الذين وقعوا في الحب فوجد أن دمهم فقد نحو 40% من البروتين الذي يقوم بتصنيع مادة (السيروتونين) المسؤولة عن تأدية مجموعة مهمة من الوظائف داخل جسم الإنسان، وفي الحقيقة إن عمل هذه المادة يتركز بصورة واضحة داخل المخ البشري، حيث يتكون المخ من ملايين الخلايا العصبية (أكثر من ألف مليار خلية) التي تتواجد بها العشرات من المراكز الحيوية النفسية والبيولوجية، فهناك مركز للحركة و التنفس والذاكرة والسلوك والعاطفة والمزاج... الخ، وتتصل الخلايا العصبية بعضها ببعض بواسطة شبكة عصبية رقيقة ودقيقة للغاية، ولكي تنتقل المعلومات أو الإشارات أو الرسائل بين خلية وأخرى توجد مواد كيميائية خاصة بذلك تعرف بالناقلات أو الموصلات العصبية، وأي نقص في هذه الموصلات يؤدي إلى اضطراب وخلل ينعكس على الإنسان في صورة أمراض عديدة، وقد ينقسم الموصل الواحد إلى أجزاء كل جزء له وظيفة خاصة، كأن يكون جزء خاص بالاكتئاب وآخر بالقلق وثالث بالوسواس، وكمية هذه الموصلات وانتظام عملها يتأثر بسلوك الإنسان ونمط حياته وتغذيته ومدى ممارسته للأنشطة الرياضية، ومن أبرز هذه الموصلات هو السيروتونين، إذ يقوم الجسم بتصنيعه من خلال حمض أميني يعرف بـ (تريبتوفان) وهذا الحمض يتواجد بكثرة في اللحوم والمكسرات والموز والحليب والكاكاو، والتغيرات في نسبة السيروتونين تؤدي إلى اختلال خطير على حياة ومزاج الإنسان، ففي حالة نقصانه يؤدي ذلك أعراض عديدة منها:-
كآبه، تهيج، عدم التركيز، تعب عام، داء المفاصل، متلازمة التعب المزمن، مخاوف ووساوس، أرق، قلق، اضطرابات في مستوى الشعور بالألم والعاطفة والسلوك الجنسي.
وأما في حالة زيادتها فيؤدي ذلك إلى تصرفات غير مقبولة مثل:-
الانبساط الزائد عن الحد، عدم الالتزام بالضوابط الاجتماعية والعرف المتبع.
أما إذا نقص السيروتونين مرة وزاد مرة أخرى فيؤدي ذلك إلى تقلبات حادة في مزاج الشخص فتجده حزينًا كئيبًا متشائمًا حينًا وضاحكًا ومنتشيًا حينًا آخر، وهو ما يعرف بالهوس الاكتئابي ثنائي القطبية.
كما يرجح البروفسور بيترغيبسون - رئيس الجمعية الأسترالية لأمراض الجهاز الهضمي، أعراض مرض القولون العصبي إلى تغيرات في نسبة السيروتونين.
ومما ذكر يتضح أهمية هذه المادة وانتظام عملها في جسد كل إنسان، وأعراض نقصها وزيادتها أو تغير نسبتها في الدم عمومًا تشبه إن لم تكن هي نفسها تلك الأعراض والعلامات التي تصيب المحب.
ولعل أول من تطرق إلى ذكرها بالتقصي، وأفاض في تعدادها ووصفها وتلخيصها بأدق وأوضح وأسهل وأجمل الجمل والعبارات وحاول محاولة جادة ومنظمة (تكاد تكون علمية) هو ابن حزم الأندلسي, وقد تعرض ابن حزم إلى ذكر العلامات التي تصاحب المحب فقال في الباب الثاني من كتابه طوق الحمامة في الألفة والألاف:
“ وللحب علامات يقفوها الفطن ويهتدي إليها الذكي , فأولها إدمان النظر, فترى الناظر لا يطرف يتنقل بتنقل المحبوب وينزوي بانزوائه ويميل حيث مال , وفيها الإقبال بالحديث فما يكاد يقبل على سوى محبوبه ولو تعمد ذلك, والإنصات لحديثه إذا حدث وتصديقه وإن كذب, وموافقته وإن ظلم, والشهادة له وإن جار, واتباعه كيف سلك؟ وأي وجه من وجوه القول تناول؟ والإسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه والتعمد للقعود بقربه والدنو منه, وإطراح الأشغال الموجبة للزوال عنه, والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى مفارقته, والتباطؤ في المشي عند القيام عنه, ومن أعراضه بهت يقع وروعة تبدو على المحب عند رؤية...........................................................للباقى ,وسؤال وإستشارة قااضى الغرام هنا
عدد زيارات الموقع
365,549
ساحة النقاش