بيان ضعف روايات تفضيل ليلة النصف من شعبان والتحذير من تخصيصها بعبادة<!-- / icon and title -->
<!-- message -->
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا إله إلا الله محمد رسول الله
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وردت روايات متعددة في فضل ليلة النصف من شعبان ومغفرة الله تعالى فيها لغير
المشاحن والمشرك ،إلا أن هذه الروايات لاتثبت وإن تعددت طرقها لشدة ضعف بعضها وغير
ذلك من العلل ، وقد ذهب قليل من أهل العلم إلى تصحيحها فجانبوا الصواب في ذلك .
قال العقيلي في الضعفاء(3/29) (وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين
، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة ، فليلة النصف من شعبان داخلة
فيها ان شاء الله) انتهى.
قال الشيخ حاتم الشريف
وقال ابن رجب : " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة ، وقد اختُلف فيها ،
فضعّفها الأكثرون ، وصحّح ابن حبان بعضها " . ( لطائف المعارف : 261)
بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها .
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة ) : " لم
أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان ، ولم ندرك
أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي " ، أخرجه ابن
وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع ( رقم 119) ،
وقال ابن أبي مُليكة ( وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة ) ، وقيل له : إن
زياداً النميري يقول : إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر ، فقال : لو
سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " أخرجه عبد الرزاق في المصنف ( رقم 7928)
، وابن وضاح في ما جاء في البدع ( رقم 120) بإسناد صحيح .
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النـزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل :
" يا ضعيف ! ليلة النصف ؟! ينـزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد
أهل السنة ( رقم 92) .
وقال ابن رجب في لطائف المعارف ( 263) : " وليلةُ النصف من شعبان كان التابعون من
أهل الشام ، كخالد بن معدان ، ومكحول ، ولقمان بن عامر وغيرهم يُعظّمونها ويجتهدون
فيها في العبادة ، وعنهم يأخذ الناس فضلها وتعظيمها ، وقد قيل : إنه بلغهم في ذلك
آثار إسرائيلية ، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك ، فمنهم من
قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عُبّاد أهل البصرة وغيرهم ، وأنكر ذلك
أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة ، ونقله عبد الرحمن بن زيد
بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة ، وهو قول مالك وغيرهم ، وقالوا : ذلك كلّه بدعة " .
وأما قول ابن رجب من أن مرجع تعظيم هذه الليلة إلى الإسرائليات فقد وجدُت ما يشهد
له ، من أن مكحولاً الشامي ( وهو مرجع أكثر طرق الحديث كما سبق ) قد رُوي هذا
الحديث عنه في بعض الوجوه عن كعب الأحبار !! كما تراه في كتاب النـزول للدارقطني (
162-164 ، 168 رقم 88) ، وانظر لطائف المعارف أيضاً ( 264) .
ومما نقله ابن رجب في لطائف المعارف (264) ويخالف ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية
وهو قول ابن رجب :" ولا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ".
وأما تعظيم أهل الشام لهذه الليلة ، فقد خالفهم في ذلك فقيه الشام الإمام الأوزاعي
، فيما ذكره السبكي ، ونقله عنه الزبيدي في تخريج إحياء علوم الدين ( 1/521) ،
وفيما ذكره ابن رجب أيضاً في لطائف المعارف ( 263) .
من بريدي
عدد زيارات الموقع
365,459
ساحة النقاش