وهل يُنسى الهوى؟
جن الليل ،وبدأ يعلو صوت الصمت ،فأطفى المصباح ، واتجه إلى الفراش،مبتسما يغني ،يتساقط الكسل من أطرافه ، مستعداً ليبحر بالأحلام الوردية ، فطرح أحمال المتاعب على اليمين ، وعلى اليسار،فتثاقل وتراخى جسده...
دقت الساعة معلنة العاشرة ، فتنافرالجفنان و دبت اليقظة فيه ،ودفعه النشاط إلى مقعد مكتبه ،مد يده، وفتح الدرج الأكبر ،وأطال النظر كأنه يبحث عن شيء ما ، أمسك بصورتها وتنفس الصعداء،وأخذ يتأمل وجه حبيبته الملائكي، و عاد الشوق به إلى يوم الرحيل ،فلاحت عينه ،وتساقط الدمع من بين الجفون .
ماكان ليسمع الساعة تدق العاشرة ،سواء ليهرب من الدنيا إليها، و يضم صورتها إلى صدره ، ويبدأ يناجيها حتى ترد عليه بعالم أحلامه ،ثلاثين عام ومازال يذكرها ، فهل يُنسى هوى مُزج بالعقل و الروح والجسد؟كلا ،فإنه كالذهب يظل بقيمته إلى الأبد.
لـ/ إسلام فؤاد العيسوى (العيسوى الصغير)
ساحة النقاش