تناثرت الأوراق فتناثر معها٬ لملمتها ولملمت جراحه مع الأوراق بين يديها .سأل نفسه بصوت كادت تسمعه :هل تلك هي الطفلة التي داعبها بالأمس ؟كأنه نسي أن ذاك الأمس مضى منذ عشرين عام ٬ وهو مازال يشعر أنه الطفل ذو العشر سنوات٬ ويراها طفلة بالميناء ،وخيط طائرتها الذهبية بين يديها ٬ فلم ينس شيء من الماضي البعيد أو القريب ،وظنها كذلك فتقدم نحوها ٬ وسألها بلسان متعلثم: ليلي محفوظ ؟!
فجاء ردها كالسكين القاتل : بل، ليلي محمود محفوظ، لكن من انت ؟
كُتبت كلمة النسيان فوق جبينها ،وظهر على جميع ملامح وجهها ...
رد : أنا شخص من الماضي لا تذكريه ، وكان لا يريد ذلك ، وأصبح لا يريد غير ذلك .
مضى متعجباّ من نفسه وما فعل ، ولكن علم أن عليه طي الماضي ، و الإلقاء به بأحد جوانب الطريق.
لـ/إسلام فؤادعبد الفتاح
ساحة النقاش