جلست أمامى مرآتى
أتصفح شريط رحلتى ومآستى
وأتوه بين النظرات والبسمات
وفجاءة نهضت ذاكرتى 
وأنتبه وجدانى وإذا بصورتك 
كالنسر قابع أمامى
أضحك تبكى أبكى تفرح
أركض تجلس أرحل تبقى
أغمضت عينيى لعلى 
أستيقظ من حلمى
ولكن أبداً لم يعد حلماً
يؤرقنى فى منامى 
بل صارت حقيقة تؤلمنى وتعصر أيامى
وأخدت السيف وأنهلت على مرآتى
لعل أنهى هذا الشبح
من مطاردتى فى كل الأوقات
وأنشطرت مرآتى
إلى كسرات صغيرة
وبلورات كيثفة
وأنفجرت الدماء من يدى كالشلال
وسالت فى أودى وأنهار
وأخدت أبحث عن صورتك
من داخل بورات الزجاح
أمشط عن وجهك
من بين بقايا شظايا الكسرات
وأحدق فى عتمة الظلام
وأدقق فى الملامح والوصفات
وأتشبس بالصورة والأنعكاسات
وأحاول أن ألمس بكفى وجناتك
وأسكن بنظرى فى ورضات ضحكاتك
ولكن محال أن تبقى الصورة فى الأركان
ويعشش الشوق بين الجدرات
وأنعدمت الرؤية من خلف الحطام
وضاع كل أمل فى البقاء
من خلف ذرات الدمار ودوى الأنفجارات
وأحاول أجمع من نترات الحب وأعشق الزجاج
وأخلط شقفات الأشواق بالأحلام فأصنع مرآتى
لاأرى بها صورتك مرسومة فى واحدتى
*************
امل سعيدالعربى