((((طَـيْـف)))
ناداني طـيـفـكِ من بعـيدْ
عـبـر الـمَـدَى
قـد جـاء يـخـتـرق الـحـدودْ
يغـزو جـمـيـع مـدائـنـي
يجتاح دربي
ثم يـسـكـن في الـوريـدْ
يُـلْـقِـي بأعـماقي لهـيـب الـشـوق ِ
يـوقِـظ مُهـجـتـي
فـأهـيـم أحـلـم فـي رحـابـكِ بـالـنـشـيـدْ
وتـعـانَـقَـتْ كـل الـحـروف بـمُهـجـتـي
وتـسـاقَـطَـتْ مَـطـراً 
فـاخْـضَــرَّ في قـلـمي الـقـصـيـدْ
كـان الـمـسـاءُ لـقـاءنـا
طَـيـْفَــيْـن في دنـيـا رحـيـق الـشِّـعـرِ
والـكـلـمـات والـمعـني الـفـريـدْ
وغـدوتُ أنـتـظـر الـمـسـاءاتِ الـجـمـيـلـة ِ ..
أرقـبُ الأسـحـارَ نـشـوانـاً سـعـيـدْ
وأصـوغ مـن هَـمَــساتـنـا
كـونـاً مـن الأحـلامْ
وأصـوغ من عـطـر الـكـلام لـنـا 
عـُـقـودْ
قالت وكيف تراني من بُعـدٍ؟
فـأجبتُ:إني قد رسَـمْـتُـكِ لـوحـة ً
من وحي روحي
من مِـداد الـشـوق ِ
من هَـمْـس الـورودْ
طـيْـفـاً يُحلـِّق في سمائي
وجهاً كـشـمـس الـصـبـح ِ
شـاعَ الـدفءَ في هـذا الـوجـودْ
عَـيْـنَـيْـن في عُـمْـق البحارْ
سَـكَـنَ الـمُـلاسُ بـلـونـهـا
وعـلـى شـواطـئها 
لَـكَـمْ عَـزَف الـخـلـودْ
شـفـتـيـن مـن كَـرْز ٍ وقد
سَـكَـنَ الـنـبـيـذ ُ رِضـابَـها
إنـي أنـا الـظـمـآن من زمن ٍعَـهِـيـدْ
************
يا جـنة ً مـقـهـورةً عَـبْـر المدَى
راحـت تُـكَـبِّـلُـها الـقـيـودْ
يا كـل أحـلام الهوى
يا أماني الروح ِ
يا عمراً جديدْ
يا أيها الـطـيـف الـبـعـيـدْ
الـروح تـهـفـو أن تَـراكِ حـقـيـقـة ً
لأضُـمَّ بـالأشـواق قـدَّك..أنـتـشـي
يـنـسـاب عـطـركِ فـوق صـدري 
بـيـن أيـامي وفي عـمـري الـولـيـدْ
لا تـحـسـبـي أن الـمَـدَى ما بيننا
سيعـوق عِـشْـقـاً 
إنما هـذا الـمَـدَى لَـهَـبُ ُ
يـؤجِّـج شـوقـنـا ويُـزيـدْ
الـعـشـق إعـصـارُ ُ يُـدَمِّـر 
كـل صخـر ٍ عـائق ٍ 
دومـاً ويـكـتـسـح الـسـدودْ
أقـسَـمْـتُ بالـطـيـف الـجـمـيـل ِ 
...بـمهـجـتـي
أنـي بِـعِـشْـقِـكِ 
سوف أهـدم كـل سـور ٍ بـيـنـنـا
وأذيـبُ أنـهـار الـجـلـيـدْ
(النخيلي محمود رفاعي)