اشتاق اليك وانت بعيدا
فعدت تنبض فى القلب وحيدا
فاكتفيت بالصمت وليس لدى بديلا
وفى اعماقى مشروب حبك بالضجيج
وفى يدى صوتى يبكى الطريق الطويل
اشتاق اليك وقلبى يسافر بك الف جزيرة
وانتهت سفينتي الى حطام تلك المدنية
وجف البحر وتحطم الاسطول القديم
ونزل المطر وغابت عنى حقول الطرقات
وانا احبك رغم الحروب والويلات
ورغم الدمع و اشلاء المسافات 
رغم الاسلاك على حدودالقارات
واعلم انك بوطن وانا بوطن
واعلم انى امضيت عمرى بالسفر
رغم اشباح المدن وملوك الجن
رغم الحفر وابار الطين وسيف الاحتلال
اشتاق اليك كالطفل النائم على السحاب
يلعب بريح الفصول ويسبح على الاشجار
هكذا انت كالمطر تشرع بالنسيان
وصفير الورق يملا ثياب الشطأن
ولاموج فى عين الضاب يكسر قيد الاحزان
اشتاق اليك واعلم انى فى عصر الانسحاب
وعصر البارود وقطيع النيران يملا السماء
واعلم انى بين وبينك تاج من الكبرياء
واعلم ان صدرك كالقصر يعج بالنساء
وانك بالليالى الحمراء تراقص من تشاء
وانك لك باب مجهول وقلبك مسحور
وان الطير فى الاقفاص مشلول
وان ساق الهوى باللقاء مبتور
وان ليل النساء بلون الخمور
وانت ضاحك فى زمن الزهور
وبك تتراقص بداخلى ذكرى الجنون
واشتاق اليك كالرادء على جلدى
كالبرد يتلطف بى فى ليلة صيفية
اشتاق اليك كالجمر يداعب شفتاى
اشتاق اليك كالحرف فى ضمات الكتاب
واعلم انى اهوى الوجع فى لقياك
واهوى العذاب فكيف انساك
واشتاق الى الوصول الى دنياك
فدخلت معك الى موانى ذكراك
وانت ليل يغرد على بالنجمات
وانا بالحريق اطلب الغرق
مازالت عينيك تراودني بالحريق
فاغرقنى بك مازلت اليك اشتاق
بقلمى شادية السعيد