هذه صورة مكبرة لرأس ذبابة .. تأملوا معي التعقيد المذهل حيث تشغل العين معظم الرأس، وذلك كي تتمكن الذبابة من الهرب والمناورة والاستكشاف. وللذبابة عينان مركبتان لا يزيد حجم الواحدة منهما علي نصف الملليمتر المكعب, ومع صغر حجمهما المتناهي تتكون كل عين منهما من ستة آلاف عيينة سداسية لها القدرة علي الرؤية في جميع الاتجاهات, وكل واحدة من هذه العيينات مرتبطة مع ثمانية أعصاب مستقبلة للضوء, اثنان منها للألوان, وستة متخصصة في ضبط تحركات الذبابة لأنها تكشف كل شيء في المجال البصري لها وبذلك يكون مجموع الخيوط العصبية في الواحدة من عيني الذبابة ما يقدر بـ48 ألف خيط عصبي يمكنها معالجة أكثر من مائة صورة في الثانية الواحدة. فسبحان الله الخالق المصور.
والعجيب أنه في بدايات القرن العشرين وصل علماء الغرب إلى حد كبير من الغرور، فحاولوا صنع خلية حية واحدة ولجأوا إلى الشريط الوراثي الموجود في الذباب باعتباره أفضل نموذج للتقليد. ولكنهم عجزوا عجزا تاماً عن ذلك. وفي أحد المؤتمرات وبعد اكتشاف أسرار مادة الحمض النووي الذي يحمل سر الحياة DNA اجتمع عدد كبير من العلماء ووجدوا أنه يستحيل صنع خلية حية أو حتى جزيء DNA قابل للتكاثر كما في الخلايا الحية، واعترفوا بعجزهم عن هذا العمل. ولكنهم نسوا بأن الله تعالى أخبر عن هذا مسبقاً فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [الحج: 73].
ولنشاهد هذه المجموعة من الصور المكبرة لعين الذبابة
صورة مكبرة لعين ذبابة الفاكهة
أكثر قرباً
وفي هذا الفيديو نرى ذبابة المنزل العادية التي نعرفها جميعاً ولكننا هذه المرة نراها بكاميرات متخصصة وكأننا نراها للمرة الأولى
ساحة النقاش