التقى نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الاثنين (11 يونيو) ببكين وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية الانتقالية عاشور بن خيال، حيث دعا المؤسسات الصينية الى المشاركة في عملية إعادة الاعمار في ليبيا بعد الحرب، وعبر شي عن أمله في تحقيق ليبيا الاستقرار الدائم والازدهار والتنمية المستمرة.
وقال:" يسرني أن ألتقي مع السيد وزير الخارجية ونرحب بكم لزيارة الصين. نقدر اهتمامكم بتطوير العلاقات مع الصين. هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها بزيارة الصين، فأدعوكم الى معرفة المزيد عن الصين. وكانت المحادثات التي قد أجريت مع نظيرك الصيني يانغ جيه تشي صباح اليوم مثمرة، حيث تبادلا وجهات النظر على نحو عميق وواسع بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافق هام. أنا على يقين من أن هذه الزيارة ستؤدي دورا إيجابيا لدفع العلاقات الصينية الليبية."
وأشار شي أن العلاقات الصينية الليبية أقيمت على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وأنها قادرة على الصمود أمام تقلبات الأوضاع الدولية. وإن تطوير التعاون متبادل المنفعة بين الجانبين في كافة المجالات لا يخدم المصالح الأساسية لشعبي البلدين فحسب، بل يسهم في السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي. مضيفا أن الصين ترغب في بذل جهود مشتركة مع طرابلس في اطار الاحترام المتبادل لإجراء التعاون الصادق وتعميق التبادلات لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الصين وليبيا في العهد الجديد لخدمة البلدين وشعبيهما.
وأوضح شي أن عملية إعادة التعمير السياسي والاقتصادي لليبيا دخلت مرحلة حاسمة، مؤكدا أن الحكومة الانتقالية المؤقتة حققت تقدما إيجابيا في الحفاظ على الاستقرار الوطني واستئناف النمو الاقتصادي وتسريع المصالحة الوطنية بالرغم من قصر المدة التي مضت على تأسيسها.
بدوره، شكر بن خيال الموقف العادل والمسؤول الذي اتخذته الصين تجاه قضية ليبيا، مشيرا إلى أن ليبيا تولي اهتماما بالغا للعلاقات الودية بين الجانبين وترحب بالصين للمشاركة في عملية إعادة اعمارها فيما بعد الحرب.
يذكر أن عاشور بن خيال يقوم بزيارة الصين في الفترة ما بين يومي 9 و13 يونيو الجاري تلبية لدعوة من وزير الخارجية يانغ جيه تشي.
أكد وزير خارجية ليبيا عاشور بن خيال ان بلاده ترحب بمشاركة الصين في إعادة اعمارها وانها تعمل على المحافظة على مصالح الشركات الصينية في ليبيا . مؤكدا أن حكومته تتعهد بوفاء إلتزاماتها سواء الإقليمية أو الدولية وأن لجنة قد شكلت من قبل الحكومة لدراسة التعويضات والمطالب الخاصة بتلك الشركات .
وقال عاشور بن خيال فى تصريحات للصحف الصينية نشرتها اليوم الأربعاء بمناسبة زيارته للصين التي اختتمت امس :"إنه رغم وجود العديد من التعقيدات والتفاصيل التي تحتاج إلى بعض الوقت، إلا اننا سوف نحافظ بالتأكيد على إلتزاماتنا وسوف تدفع لهذه الشركات ما يمكن تقييمه من تعويضات وفقا للاتفاقات والظروف الموضوعية والقوانين والاعراف الدولية فيما يتعلق بمثل هذه الحالات" .
ودعا الوزير الليبي الشركات الصينية الى الرجوع إلى ليبيا لتكملة المشروعات التي شرعت في القيام بها قبل الثورة، معربا عن شكره للحكومة الصينية لما تقدمت به من مساعدات للثورة الليبية ولما ابدته من استعداد للقيام بمشروعات ذات طابع ثقافي، بما فيها تعليم اللغة الصينية، ومشروعات أخرى مثل استقبال الجرحى في
المستشفيات الصينية".
وأضاف أن بلاده تطمح إلى ان تكون العلاقات الليبية - الصينية ذات أمد بعيد وذات طابع له استمرارية، وتسهم في تطوير وبناء ليبيا ومستقبلها الجديد .. مشيرا إلى أن السوق الليبية مفتوحة لكل المنافسات الدولية العادلة التي تكفل حق التنافس للجميع ارتكازا على أسس الشفافية والوضوح، وأن الصين سيكون لها دور كبير في
عمليات إعادة البناء وبالمشروعات الأساسية في ليبيا .
وأوضح وزير الخارجية أن "حرب التحرير انتهت، ونمر الآن من مرحلة (الثورة إلى الدولة) وهى بالطبع ليست بالمسألة الهينة، فهناك إرث ثقيل جدا ورثناه من نظام حكم معمر القذافي الذي استمر لأكثر من أربعين عاما ولم يهتم بتعمير البلاد، فهناك أوجه قصور في البنية التحتية والمدن تنقصها الكثير من المرافق والخدمات وقطاعي التعليم والصحة في وضع متدنى وليست هناك إدارة حسنة بالمفهوم المتعارف عليه دوليا، وكلها مشكلات تحتاج للكثير من الجهد".
وعلى إثر الأحداث الأمنية التي تشهدها ليبيا بين الحين والآخر، قال الوزير الليبي "إن الوضع الأمني جيد بصفة عامة، ورغم وقوع حوادث متفرقة، إلا ان نسبة الجريمة شهدت انخفاضا كبيرا، وما يحدث لا يهدد الأمن العام بقدر ما هو في بعض الأحيان مطالبات محدودة أو حركات فردية محصورة وليس لها علاقة بمشكلات كبيرة وواسعة، وان الحادث الذي وقع في مطار طرابلس مؤخرا انتهى بعدها بساعات قليلة
ساحة النقاش