الجالية الليبية فى جمهورية الصين\\Libyan community in China

موقع يهتم باحوال واخبار الجالية الليبية المقيمة فى الصين

 

 

لقد ابتُليت الإنسانية على مدى تاريخها الطويل بحكام طغاة جرّعوا شعوبهم شتى ألوان العذاب، وصارت الحياة بفعل تصرفاتهم الهوجاء وحماقاتهم النكدة جحيمًا لا يُطاق، واقتضت سنة الحياة أن هؤلاء الطغاة إلى زوال، وأن لهم يومًا ينسيهم نعيمهم في كل سنوات حكمهم هو يوم السقوط.

وإننا في  هذه الأيام نعيش على وقع انتفاضات شعبيّة وهبّات شبابيّة، شعارها العدل والكرامة والحرية، ووجوب كنس المفسدين في الأرض، بعدما طال بهم المقام فوق كراسيّ الحكم واللعب والخداع بإرادات الشعوب العربية التوّاقة إلى حياة حرة وكريمة، وحكم عادل وممارسة سياسية ديموقراطية حقيقية.

لقد دأبت الشعوب المضطهَدَة على جعل هذه الثورات منافذ لها تمرّر من خلالها مشاريعها النضالية التي تعكس مطالب الجماهير الشعبية؛ فقدمت بذلك المزيد والمزيد من الضحايا، وسجّلت أروع ملاحم النضال الوطني الذي رأيناه في مثل هذه الثورات التي تلاحق هؤلاء الساقطين أينما فرّوا؛ إذ لا مفر من قبضات الشعوب  ولسان حالهم.

هي الحرية الغرَّاءُ تأتي             دمًا ملأ الخناجرَ والنصالا

يلوحُ دمُ الأسودِ على العوالي        فأمُّ المستبدِّ مع الثكالى

لقد بدّد هؤلاء الطغاة الممسّكون بالسلطة كل فرص البناء والتنمية والمجد، واستبدلوها بتدمير الأرض والإنسان وكل مقوّمات الأمة، لم يتعاط هؤلاء بمسؤولية مع مشاريع إنقاذ الإنسان والوطن التي يحملها المخلصون، واستبدلوا كل ذلك بالاتجاه السريع نحو الهاوية والدمار، ولا غرابة، فتلك طبيعة الطغيان.

إن هذه الهبات الشعبية التي قادها شباب تونس الخضراء بطرد الديكتاتور بن علي، وتواصلت بإزالة فرعون مصر، واليوم ثوّار ليبيا الأبطال أزاحوا طاغية جديدًا، ستشكل منعطفًا حاسمًا في مسار الأمة ولحظة تاريخية لبداية تحوّل جذري لأنظمة الاستبداد، وهي  لا محالة آخذة  في الانتشار ما انتفت الأسباب.

هُناك حقيقة  يثبتها لنا التاريخ، أن سقوط قاعدة الطغاة أسهل بكثير من الأطراف، وها هي “ليبيا” اليوم، فبعد معارك كثيرة وشهداء بالآلاف والكثير من كتائب النظام والمرتزقة، ها هي “طرابلس” تتهاوى كما لو كانت من ورق!

وصدق فيهم قول الشاعر الثائر المرحوم محمد الزبيري:

إنّ الطغاةَ وإنْ كـــــانوا جبابرةً ….لهم قلوبٌ من الأطفالِ تنهزمُ

وذلك لأن من يدافع عن الطاغية لا يدافع عن قضية، وعندما تصل الجحافل إلى معقل الطاغية فذلك يبدو للجميع ثقة من الثوار بالنصر وضعفًا من النظام، ولذلك تسارع الفئران للهروب من السفينة الغارقة.

لكن هناك حقيقة أخرى عظيمة، وهي أنه إذا أراد الله أمرًا من السماء، بإنزال العقوبة على الظلم، وقضى من عرشه بزوال الملك، فلن ينفع الطغاة (بوليسهم)، ولن تنجدهم مخابراتهم وتقاريرها السرية، ولن تخلّصهم جيوشهم بل إنها إرادة الله فلا مفر.(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير).

فهلاّ استوعب الدرس بقية الطغاة العرب! وماذا في نفوسهم في هذه اللحظات بعد سقوط العديد من أصدقائهم.

وأحسب أنَّ منهم من لم يستوعب الصدمة حتى الآن، ومنهم من ملأ أرجاء صدره الخوف، وبدأ يتذكّر جرائمه ويتحسَّس رقبته! ومنهم من هو مرتعب وخائف من أن يتمَّ الاستيلاء على وثائق تثبت تورُّطه في قمع شعبه وأمته، ثم ينفضح أمرُه! ومنهم من أمر بتجهيز خطة للهروب، ومأوى للمنفى !

لا تستغربوا أيضًا إن قلت إن منهم من لم يزده ما جرى إلاّ غيا وطغيانًا، فأمر بتشديد الرقابة على الشعب، وإحكام القبضة لئلاّ يثور شعبه كما ثارت الشعوب الحرة.

ومنهم من هو في غمرة غروره، فهو يظن أنه الإمام العادل! الذي في (ظلِّ الله يوم لاظلّ إلاّ ظلُّه)! من كثرة ما يردِّد عليه (شيوخ الدفع المسبق) أنه وليُّ الأمر الذي طاعته من طاعة الله، وتوقيره من توقير الله! تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا، وما الذي يجري في اليمن عنا ببعيد.

إن ما يجري على الساحة العربية اليوم هو أول الغيث، بتحطيم كل المعوّقات عن النهوض وتهديم كل أركان الخوف والرعب التي أسّست لها الأنظمة المهترئة التي لم تستطع الوقوف أمام التيار الشعبي الهائج، إلاّ بتلك الأساليب البدائية الرجعية المتخلّفة التي تبنت فيها كل وسائل الجريمة ضد شعوبها، وانتهجت في سبيل تحقيق جرائمها هذه أحط الأفكار دناءة وأكثرها تخلفًا، متسترة بالدين تارة، وبالقومية والعشائرية والمناطقية تارة أخرى.

يجدر بنا القول أن ما حصل إلى الآن من سقوط رؤوس للطغاة كانت قد أينعت سوف يزيد عزم الثوار على الساحة العربية، ليواصلوا مسيرة الثورات وإسقاط بقية الطغاة، كما يجب أيضًا  الاستمرار بالثورة مع شعوب العالم التي تبنت هذه الثورات منذ أمد بعيد لتنتقل إلى الثورات العلمية والأدبية والصناعية التي جعلت هذه الشعوب تتنافس على تبوّؤ مركز الأولوية فيها، في حين ظلت شعوبنا العربية والإسلامية تتخبط في دياجير ظلام القرون الأولى من عمر البشرية، وظل مضلّلو هذه الأمة ينفثون سمومهم تارة باسم القومية الشوفينية والعشائرية وباسم الدين والمناطقية تارة أخرى، هادفين بكل ذلك إلى ديمومة التخلف الفكري وانعدام التقدم العلمي كي يمرّروا خزعبلاتهم وأطروحاتهم الجوفاء التي ظلوا يعتاشون منها على حساب الشعوب المقهورة لقرون عديدة مضت.

وأخيرًا يمكننا القول إن يوم سقوط الطغاة ليس فقط درسًا وعبرة وعظة للمستكبرين في كل زمان ومكان، وأن الله لا يهمل وإن أمهل، وأن بروجهم المشيدة ستنهار عليهم، وتكون قبورًا لهم، بل إن هناك درسًا عظيمًا أيضًا يجب أن نعيه جيدًا وهو لمن استُضعفوا، وظُلموا، فيجب أن يوقنوا أن الله منجز وعده لا محالة، (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، وكذلك التمكين لهم في الأرض، ويريهم في الطغاة والمستكبرين ما تقرّ به عيونهم، وتثلج به صدروهم، وذلك وعد الحق سبحانه في قوله عز من قائل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا...). [النور: 55].

وغيرها من الآيات ذات العلاقة

 

المصدر: نوافد
LibyainChina

الجمهورية الليبية الحرة الموحدة عاصمتها الابدية طرابلس

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 134 مشاهدة
نشرت فى 25 أغسطس 2011 بواسطة LibyainChina

ساحة النقاش

الجالية الليبية فى جمهورية الصين

LibyainChina
توجد جالية ليبية وعربية كثيرة فى الصين كتجار ورجال اعمال فى كل من مدن ايوو وكوانجو وبكين وشنجن وشنقهاى واغلب المدن الصينية الاخرى كطلاب فى الجامعات ولمعاهد العليا ويوجد نشجام وتعايش بين اللشعب الصينى والجالية العربية نرجوا المرسلة على رقم الهاتف [email protected] »

الجالية اليبية فى الصين

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

78,701

الجالية الليبية فى اللصين

الليبيين المتواجدين فى الصين كغيرهم من الجاليات الليبية فى العالم اكدت  تلاحمها مع ثورة 17 فبراير من اليوم الاول  والعديد من الشباب  الليبين المتواجد فى دولة الصين   رجعوا الى ارض الوطن للتحاق بالثوار فى ميداين وساحات الوغى وفيهم من نال الشهادة على جبهات القتال فالمجد لشهدنا الابرار والنصر  لثورة 17 فبراير