السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته صحبة الخير والايمان
معكم نستكمل سلسلة علمتني سورة
ومع سورة آل عمران
ج السابع
🥀
﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَٰلَمِينَ ﴾
[ سورة آل عمران آية:﴿٩٦﴾ ]
وإنما كانت الأولية موجبة التفضيل؛ لأن مواضع العبادة لا تتفاضل من جهة العبادة -إذ هي في ذلك سواء- ولكنها تتفاضل بما يحف بذلك من طول أزمان التعبد فيها، وبنسبتها إلى بانيها، وبحسن المقصد في ذلك
أي كثير الخير لما أنه يضاعف فيه ثواب العبادة ... وقيل: لأنه يغفر فيه الأي كثير الخير لما أنه يضاعف فيه ثواب العبادة ... وقيل: لأنه يغفر فيه الذنوب لمن حجه وطاف به واعتكف عنده. و ... يجوز أن تكون بركته ما ذكر في قوله تعالى:
(يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ)ذنوب لمن حجه وطاف به واعتكف عنده. و ... يجوز أن تكون بركته ما ذكر في قوله تعالى:
(يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ)
[القصص: 57]،
وقيل: بركته دوام العبادة فيه ولزومها
🥀
﴿ ۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴾
[ سورة آل عمران آية:﴿٩٧﴾ ]
﴿ فِيهِ ءَايَٰتٌۢ بَيِّنَٰتٌ مَّقَامُ إِبْرَٰهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنًا ۗ ﴾
من لم يحجه مع الاستطاعة كفر بالنعمة إن كان معترفاًً بالوجوب, وبالمروق من الدين إن جحد.
(فيه آيات بينات):
آيات البيت كثيرة: منها: الحجر الذي هو مقام إبراهيم، وهو الذي قام عليه حين رفع القواعد من البيت، فكان كلما طال البناء ارتفع به الحجر في الهواء حتى أكمل البناء، وغرقت قدم إبراهيم في الحجر كأنها في طين، وذلك الأثر باق إلى اليوم. ومنها: أن الطيور لا تعلوه، ومنها: إهلاك أصحاب الفيل، ورد الجبابرة عنه، ونبع زمزم لهاجر أم إسماعيل بهمز جبريل بعقبه، وحفر عبد المطلب بعد دثورها، وأن ماءها ينفع لما شرب له، إلى غير ذلك.
🥀
﴿ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾
[ سورة آل عمران آية:﴿١٠٢﴾ ]
أي: حافظوا على الإسلام في حال صحكتم وسلامتكم لتموتوا عليه؛
فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه.
.
🥀
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾
[ سورة آل عمران آية:﴿١٠٢﴾ ]
قال السلف؛
«حق تقاته:
أن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى».
🥀
﴿ وَٱذْكُرُوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾
[ سورة آل عمران آية:﴿١٠٣﴾ ]
في هذه الآية ما يدل أن الله يحب من عباده أن يذكروا نعمته بقلوبهم وألسنتهم؛
ليزدادوا شكراً له ومحبة، وليزيدهم من فضله وإحسانه، وإن من أعظم ما يذكر من نعمه نعمة الهداية إلى الإسلام.
🥀
﴿ وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ ۚ ﴾
[ سورة آل عمران آية:﴿١٠٣﴾ ]
وليس فيه دليل على تحريم الاختلاف في الفروع؛
فإن ذلك ليس اختلافاًً؛ إذ الاختلاف ما يتعذر معه الائتلاف والجمع،
وأما حكم مسائل الاجتهاد فإن الاختلاف فيها بسبب استخراج الفرائض،
ودقائق معاني الشرع، وما زالت الصحابة يختلفون في أحكام الحوادث، وهم مع ذلك متآلفون.
ولا تدعوا أحداًً منكم يشذ عنها,
بل كلما عثرتم على أحد فارقها -ولو قيد شبر- فردوه إليها،
ولا تناظروه، ولا تهملوا أمره, ولا تغفلوا عنه؛
فيختل النظام, وتتعبوا على الدوام,
بل تزالوا كالرابط ربطاًً شديداًً حزمة نبل بحبل, لا يدع واحدة منها تنفرد عن الأخرى.
🥀
﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۚ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾
[ سورة آل عمران آية:﴿١٠٤﴾ ]
الناس في تغيير المنكر والأمر بالمعروف على مراتب:
ففرض العلماء فيه تنبيه الحكام والولاة، وحملهم على جادة العلم، وفرض الولاة تغييره بقوتهم وسلطانهم ...
وفرض سائر الناس رفعه إلى الحكام والولاة بعد النهي عنه قولا؛
وهذا في المنكر الذي له دوام،
وأما إن رأى أحد نازلة بديهة من المنكر؛ كالسلب والزنى ونحوه، فيغيرها بنفسه بحسب الحال والقدرة.
🥀
﴿ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ ٱللَّهِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾
[ سورة آل عمران آية:﴿١٠٧﴾ ]
(ففي رحمة الله) أي:
الجنة؛ فهو من التعبير بالحال عن المحل...وإنما عبر عن ذلك بالرحمة إشعاراً بأن المؤمن وإن أستغرق عمره في طاعة الله فإنه لا ينال ما ينال إلا برحمته تعالى.
🥀
غداً بحول الله وقوته نستكمل معا سلسلة علمتني سورة
من إعداد ..
ليالي الرسول عتمان 🌷