<!--
ملخص البحث
الفن القصصي عند فاروق خورشيد - دراسة نقدية
يعنى هذا البحث بدراسة أعمال الكاتب المصري المعروف فاروق خورشيد في القصة القصيرة والرواية . وقد وضعت له عنوناً محدداً هو " الفن القصصي عند فاروق خورشيد - دراسة نقدية " حيث يرتكز البحث على دراسة مفردات هذا الفن لدى الكاتب ، فاهتم بالأشكال والتقنيات السردية عبر اتجاه نقدي يجمع بين الوصف والتفسير .
وقد اقتضى اتساع المادة المدروسة وتنوعها - ست مجموعات من القصص القصير تضم ما يربو عن سبعين قصة ، وإحدى عشرة رواية ما بين طويلة وقصيرة - أن يتناولها الباحث في بابين ، تسبقهما مقدمة وتتبعهما خاتمة وببليوجرافيا بأعمال الكاتب إلى جانب قائمة بالمصادر والمراجع المستخدمة بصورة مباشرة في صلب البحث .
الباب الأول : فن القصة القصيرة عند فاروق خورشيد :
قسمته على فصلين ، يمثل كل فصل منهما مرحلة من مراحل تطور الكاتب في هذا الفن
الفصل الأول : " مرحلة التكثيف الشعري والرمز "تناولت فيه المجموعات الثلاث الأول للكاتب " الكل باطل - 1961م " و " القرصان والتنين - 1971م " و " المثلث الدامي 1979م " لأجد الكاتب يميل بالقصة القصيرة نحو البناء الشعري ، حتى لتقترب القصة من القصيدة وذلك من خلال استخدام تقنيات الشعر من لغة مكثفة ومجاز ورمز ، إضافة إلى تيار الوعي وتوظيف الحلم والأساطير .
أما الفصل الثاني " المرحلة الدرامية وبناء القصة القصيرة " فقد تناولت فيه المجموعات الثلاث الأخيرة " حبال السأم - 1987" و " كل الأنهار - 1996م " و "زهرة السلوان - 1999م " لأجد الكاتب يميل بالقصة نحو البناء الدرامي ، فجاءت القصص في هذه المرحلة محكمة البناء ذات صراع درامي واضح وشخصيات محددة وأسلوب سردى موضوعي في الغالب ، ومع ذلك لا يمكن القول أن فاروق خورشيد تخلص في هذه المرحلة من أثر الصيغة الشعرية ، مما يدل على ثبات هذه الصيغة في قصصه .
وبالنسبة للباب الثاني " فن الرواية عند فاروق خورشيد " :
فقد قسمته على ثلاثة فصول ، جعلت الأول منها تحت عنوان " النص التراثي وقالب الرواية " وتناولت فيه روايات الكاتب التى وظف فيها التراث السردي القديم ، وذلك في إطار التعالق النصي ، حيث ينطلق الكاتب في هذه الروايات من نص سردى قديم محدد الهوية وله تقاليده الأدبية هو السيرة الشعبية وعبر التفاعل النصي وإعادة الصياغة أحياناً يتم تقديم نص سردى جديد له تقاليده الراسخة أيضاً هو الرواية ; فقد تعالقت روايتي " سيف بن ذي يزن" و " مغامرات سيف بن ذي يزن " مع " سيرة الملك سيف بن ذي يزن ". وتعالقت روايتي "(على الزيبق) و " ملاعيب على الزيبق " مع سيرة " على الزيبق ". وتعالقت رواية " حفنة من رجال " مع سيرة " الملك الظاهر بيبرس " . أما " الزهراء في مكة " فتعالقت مع " أسيرة النبوية " .
وقد فرض اتساع المادة الروائية في هذا الفصل أن يلجأ الباحث إلى الانتقاء النموذجي فاقتصر على دراسة ثلاث روايات ، بحيث تمثل كل رواية مرحلة وشكلاً من أشكال التعالق النصي مع النص السردي القديم لدى الكاتب . ففي المرحلة الأولى : تناولت رواية " سيف بن ذي يزن " حيث يعيد الكاتب صياغة النص السردي القديم ، عبر رؤية تسجيلية تتغلب فيها الأبعاد التراثية على الأبعاد الحضارية ، إذ كان هدف الكاتب تقديم " سيرة سيف بن ذي يزن" في أسلوب عصري للقارئ المعاصر .
وفى المرحلة الثانية درست " ملاعيب على الزيبق " بوصفها نموذجاً وشكلاً مختلفا من أشكال التعالق النصي ، حيث يحاول الكاتب إقامة توازن بين البعدين التراثي والحضاري وإن جاء في إطار إعادة الصياغة أيضاً .
وفى المرحلة الثالثة تناولت رواية " حفنة من رجال " بوصفها نموذجاً دالاً على تطور رؤية الكاتب في الاستفادة من التراث السردي ، حيث نقض الكاتب التراث ليقدم بناءً سردياً جديداً ، لا يقف فيه عند مجرد إعادة الصياغة أو إسقاط الماضي على الحاضر بل يعيد صياغة الحاضر ونقده في ذات الوقت دون إغفال للتراث ، عبر رؤية تعبيرية .
وفى الفصل الثاني " الرواية الشعرية " تناولت روايتي " خمسة وسادسهم " و " الزمن الميت " بوصفهما روايتين شعريتين ، لهما مقومات الرواية الشعرية ، مثل استخدام تكنيكات تيار الوعي والسيرة الذاتية والتصوير المجازى والتناص واللغة الشعرية والإيقاع وغيرها .
ولما كان فاروق خورشيد يتكئ في " خمسة وسادسهم " على تيار الوعي كمقوم رئيسي وضعتها تحت محور " شعرية تيار الوعي " أما " الزمن الميت " التى يتكئ فيها على السيرة الذاتية بصورة لافتة ، فقد وضعتها تحت محور " شعرية السيرة الروائية " حيث تعد سيرة روائية للكاتب نلمح فيها صدى قوياً لسيرته الذاتية .
أما الفصل الثالث آخر فصول هذا البحث فقد جعلت عنوانه " شعرية الرواية القصيرة " ودرست فيه روايات الكاتب القصيرة : " وعلى الأرض السلام " و " إنها تجرى إلى البحر" و " البحر ليس بملآن " بوصفها روايات قصيرة تتمتع بمقومات هذا النوع الأدبي الذى يقع في منزلة وسطى بين القصة والرواية ، وقد لاحظت أن الخصائص الجوهرية ، لهذا النوع الأدبي تتحقق بصورة واضحة في هذه الروايات ، مثل الاعتماد على فكرة ثرية وحبكة قوية وشخصيات ذات بعد تراجيدي عميق .
ويمكن إجمال أبرز النتائج التى توصل إليها البحث فيما يلي :
أولاً : في مجال القصة القصيرة :
1-أن القصة القصيرة عند خورشيد مرت بمرحلتين ، الأولى تغلب عليها الصيغة الغنائية ، حيث يظهر بقوة آثر الشعر من خلال تقنيات التكثيف والرمز والأسطورة وتيار الوعي وذلك في مجموعاته الثلاثة الأولى . والثانية يغلب عليها الصيغة الدرامية حيث يبدو بناء القصة محكماً والشخصيات محددة وفاعلة في الأحداث دون أن يتخلى في الوقت ذاته عن الصيغة الغنائية وذلك في المجموعات الثلاثة الأخيرة .
2-أن الكاتب في المرحلتين لم يتخل عن توظيف التيمة التراثية في قصصه ، وقد كانت هذه التيمة ذات تأثير واضح في بناء القصة .
3-إن ثبات هذه التيمة التراثي وغلبتها على قصص المرحلة الثانية ، ثم انتقالها بعد ذلك إلى رواياته الطويلة والقصيرة ، يشي بوحدة الطابع العام على فن الكاتب القصصي المتمثل في التأثر بالتراث .
ثانياً : في مجال الرواية :
1-أن فاروق خورشيد أنتج خلال رحلته الممتدة في مجال الرواية أشكالاً متنوعة من السرد الروائي ، فكتب الرواية الطويلة والقصيرة وكتب الروية الشعرية والرواية الحوارية ، ونرى في ذلك دليلاً قوياً على قدرات الكاتب الإبداعية المتميزة .
2-أن فاروق خورشيد في جميع رواياته متأثر بالتراث العربي والغربي ، فالتيمة التراثية السائدة تيمة قارة في فنه الروائي ، فهو في بعض منها يعيد صياغة التراث ، وفى البعض الأخر نلمح صدى لهذا التراث .
3-يوظف فاروق خورشيد سيرته الذاتية بصورة فنية عبر رواياته فنلمح صدى لهذه السيرة في " خمسة وسادسهم " وشذرات منها في " الزمن الميت " مما جعلنا نطلق على الأخير مصطلح " سيرة روائية " .
4-يوظف فاروق خورشيد تقنيات الرواية الحديثة في رواياته ، كتيار الوعي وبناء الرواية الشعرية ، كما لاحظنا في روايات " خمسة وسادسهم " و " الزمن الميت " و " على الأرض السلام " .
5-ينوع خورشيد في بناء الرواية القصيرة فتأخذ طابعاً شعرياً في " وعلى الأرض السلام " وتميل نحو الفنتازيا في " إنها تجرى إلى البحر " ونأخذ الشكل الدرامي الحواري في " والبحر ليس بملآن " التى أطلقنا عليها " مسرواية " .
6-أن خورشيد سواء في رواياته أو في قصصه القصيرة يوظف اللغة الشعرية ذات الإيقاع والجرس الموسيقى والبناء التصويري لخدمة البناء السردي ، فلم تثقل هذه اللغة البناء أو تعوق حركة السرد ، بل على العكس جاءت هذه اللغة الشعرية ملائمة لهذا البناء .
7-أن استفادة خورشيد من التراث الشعبي لم تتوقف عن إعادة صياغته أو نقضه في إطار التعالق النصي ، فقد تجاوز ذلك إلى الاستفادة من الأبنية التراثية كالاستطراد والارتجال وتوجيه الخطاب إلى المستمع ، كما لاحظنا في " الزمن الميت " .
وبعد فقد حاولنا قدر الجهد الاقتراب من عالم كاتب روائي معاصر له باعه الطويل في مجال القصة القصيرة والرواية والمسرح والدراسات الأدبية والأدب الشعبي ، وأن كنا قد توقفنا عند القصة القصيرة والرواية ، فإن إبداعاته الأخرى تحتاج إلى دراسة ثانية بل إلى دراسات متنوعة لكي نفى هذا الكاتب حقه . ولعل بحثنا يكون فاتحة لدراسات أخرى تتناول بقية إبداعات الكاتب .
د. محمد عبد الحليم محمد غنيم
A summary of the research
" Farouk Khoursid's narrative art - a critical study "
This research is about the works of the well known Egyptian writer Farouk Khoursid in novel & short story. It is titled " Farouk Khoursid's narrative art a critical study " and it studies the details of these arts in the author's works. It is also interested in narrative forms and techniques through a critical attitude, which includes description and justification .
The studied material is vast and variant as it includes six groups of short stories including more than 70 short stories and eleven long & short novels, so the researcher divided the research into an introduction, two books, a conclusion and a bibliography of the works of the author and the directly used references.
The first book " Farouk Khoursid's art of short story."
I divided it into two chapters, each represents a phase in the development of the author in this art.
The first chapter : " the phase of poetic condensation and symbolism " in which I used the first three groups of : " Al - kol-Batel, 1961", "Al - Korsan wa Al Tenien 1971" and "All - Mothalath Al - Dami 1979 " , I found out that the writer tends towards the poetic structure till the story becomes as if it is a poem through using poetic techniques such as images, symbols, conscious current and poetic language the employ the dreams and the my theologies.
The second chapter : " the phase of Drama and short story structure " I used the last three groups of short stories " Hebal El Saain, 1987 " , " Kol - Al Anhar, 1996 " and "Zahrat -el - Solwan, 1999 " I found that the author is inclined to the dramatic structure, so, in this phase this group was almost firmly structured with an obvious dramatic conflict, personae and an objective narrative style, but it can not because said that Farouk Khoursid was free from poetic structure in this phase, so this shows the rarity of this structure in his stories.
The second book "Farouk Khoursid's novel " is divided into 3 chapters : the first of them is tittled " Heritage text and the novel " in which I discussed the novels that the author used the old narrative heritage through intertextuality as the author, in these novels transfers from a certain identified old narrative text with literary traditions which is the tolkoric biography and through textual interaction and reformation, some times a new narrative text is represented with strong tradition which is the novel. There was are arelation ship between the novels " seif Ebn ze yazen "and " the adventure of seif Ebn ze Yazen " with " the biography of king seif Ebn ze yazen " a relations ship between "Ali El - zeibak" and " the tricks of Ali El Zeibak " with " the biography of Ali El zaibak. " also beteen "some men " or " Hefnat Regal " with "the king El Zher Bebars " and between " El Zahraa in meka " and " the prohetr's biography " .
The vast narrative material in this chapter forced the researcher to make a selection to study only 3 novels each of which represents a phase and a form of intertextuality with the old narrative text of the author.
In the first stage, I disused " seif Ebn ze yazen " in which the author reformed the old narrative text through a documenting vision in which the heritage perspective is more than the civilizational perspective as the aim of the auther was to present " the brography of seif Ebn ze Yazen " in a modern style for the contemporary reader.
In the second stage I studied " The trick of El-Zeibak " as a model and different from of interlextuality as the auther tries to make a kind of balance between the heritage perspective and the civilizational perspective in a kind of reformation.
In the third stage I studied " Hefnat Regal " as a model showing the development of the auther's perspective in making use of the narrative heritage as the author criticized heritage to present anew narrative structure ant only to make a kind of reformation or to recall the past over the present but also to reform and criticize present without ignoring the heritage through an expressive perspective .
In the second chapter " The lyrical novel " I studied the two novels " Khamsah wa sadeeshom "and " El zaman El Mayet"ass two poetic novel such as using the techniques of conscious current, biography, symbolism and intertextuality, poetic language, rhythem, etc. and because Farouk Khoursid's in "Khamsah wa Sadeshom " depended on the concious current as a main principle, I put it in the pivot " The poetics of conuious " current " and in the novel "El Zaman El Mayet" in which he depended on biography. I put it under the pivot "The poetics of narrative" in which we notice a strong echo for his biography.
In the third chapter which is titled "The poetics of the short story" , I discussed the short novels of the author. Ala El Ard El salam", "Enaha tagri Ela Al Bahr "and" Abahr lays because malaan as these short novels lie between the short story and novel I noticed that the essential characteristics of this genre are strongly fulfilled in these short novels such as depending on a strong idea , strong plot and characters with a profound tragic prospective.
The most important conclusions of the research can because summarized as follows.
Firstly, in the field of the short story;-
1-Farouk Khoursid's short story has two stages : the first in which the lyrical form dominated as the effect of poetry appears strongly through the techniques of condensation, symbol, legend and stream of consciousness in his first & second 3 groups. They are also dramatic as the structure of the short story seems to because firmly put and the characters are well identified and effective without ignoring the lyrical form in the last groups.
2-The writer in the two phases never ignores employing the heritages value which was a great effect on the story structure .
3-This fixed heritage value and its effects on the second stage and its moving to his long or short novels give us a general style on the writer narrative art which appears in the affection by heritage.
Secondly ; in the field of Novel;
1-through his long life, Farouk Khoursid's produced various forms of the novel stating from narration as he wrote long & short novels and wrote the poetic novel and conversational novel and this is a strong proof of the unique abilities of the author.
2-In all his novels, Farouk Khoursid's was affected by the Arabic and the western heritage as the prevailing heritage theme in his narrative art as he in some of it was reforming the heritage and in others we see the echo of that heritage.
3- Farouk Khoursid's functioned his biography in an artistic form through his novel we notice the echo of this biography in " Khamsah wa sadehom" and " El Zaman El Mayet" and " this what made us call the last one " novelistic biography.
4- Farouk Khoursid's functions the techniques of the modern novel in his novels such as the stream of consciousness and the structure of the poetic novel, as we noticed in " Khamsah wa Sadeshom " " El Zaman El Mayet " and "Wa Ala - Alard El Salam " .
5-Khourshid make varieties in the structure of the short novel, so it takes a poetic style as in " We Ala - Ard El Salam " and it inclines to Fantazy as in " Enha tagri Ela Al - bahr" and it takes the dramatic conversational form in "Al baher lays because malan" and wit was called " Mesrewaia" .
6-Khourshid in his novels and his short stories used the poetic language with its rhythem, shume and figurative structure in the narrative structure and this language didn't bother the narrative movement but it was suitable for the structure.
7- Khourshid's use of folkoric heritage did not stop at reformation or criticism in intertexuality as it exceeded making use of hermporiztion and directing the hearer as in " El Zaman El Mayet ".
and then we tried as possible to approach the contempoary novelist who is experienced in short story, novel, theatre, literary studies and Folkloric literature and if we concentrated on the novel and the short it is because his creative works need another studies or researches and I hope that it would because only a beginning to other researches dealing with the creative works of the author.
<!--