دكتور خالد ممدوح

دراسات قانونية في عصر الذكاء الاصطناعي وتقنية الميتافيرس

 

حماية حقوق الملكية الفكرية

في ظل تقنية الذكاء الاصطناعي- دكتور خالد ممدوح

 

مقدمة

حقوق الملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي

يعد عصرنا الحالي عصر الذكاء الاصطناعي بلا منازع، إذ انتقل العالم في وقت قصير من ثورة التكنلوجيا والاتصالات إلى إبهار الذكاء الاصطناعي وإدماجه في الحياة العصرية للبشرية، وقد تطور الذكاء الاصطناعي في الفترة الأخيرة بوتيرة متسارعة مما أدى لظهور ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

وعليه نحاول في هذه الدراسة بالاعتماد على المنهجين الوصفي والتحليلي التعرف على هذه التقنية الجديدة وما أحدثته من جدل فقهي حول الطبيعة القانونية لبرامج الذكاء الاصطناعي التوليدي بالنظر لقدراتها الخارقة في مجال الابتكار والتأليف وهل يمكن للقوانين الموجودة حاليا احتواء هذه الظاهرة أم نحن في حاجة لقوانين جديدة.

أولاً: تعريف الملكية الفكرية

المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) عرّفت الملكية الفكرية بأنها "إبداعات العقل" - كل شيء بدءاً من الأعمال الفنية إلى الاختراعات وبرامج الكمبيوتر والعلامات التجارية وغيرها من الاسرار التجارية ". 

وقد وردت حقوق الملكية الفكرية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث جاء نص المادة (27/2) علي أن لكل شخص الحق في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتبة علي أي إنتاج علمي أو لأدبي أو فني من صنعه أو أبتكاره . 

وتشمل الفئات الخمس الرئيسية للملكية الفكرية المعترف بها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم اليوم ما يلي:

1-حق المؤلف وحقوق الطبع والنشر، والتي تحمي الأعمال الأدبية والفنية، وفي الآونة الأخيرة، حتى برامج الكمبيوتر وقواعد البيانات والأكواد البرمجية.

2-براءات الاختراع التي تحمي الاختراعات والابتكارات.

3-العلامات التجارية، والتي تهدف إلى حماية العلامات والعلامات والشعارات والرموز المميزة المستخدمة في الأعمال التجارية.

4-التصاميم الصناعية، والتي تهدف إلى حماية الجوانب الجمالية أو الزخرفية أو الوظيفية للمنتجات.

5-الأسرار التجارية، التي تحمي المعلومات والمعرفة الحساسة تجاريًا.

وتتفرع حقوق الملكية الفكرية وفقا للتقسيم التقليدي لها إلى فرعين رئيسيين: الملكية الصناعية، والملكية الفنية والأدبية.

ومن أهم صور الملكية الصناعية براءات الاختراع، ونماذج المنفعة، والرسوم والنماذج الصناعية، والعلامات التجارية، والأسماء التجارية، والمؤشرات الجغرافية،

أما الملكية الفنية والأدبية فتشمل حقوق المؤلف وحقوق الطبع والنشر، وما يرتبط بها من حقوق فناني الأداء ومنتجي التسجيلات الصوتية وهيئات الإذاعة، ويطلق عليها الحقوق المجاورة لحق المؤلف.

ثانياً
: تأثير الذكاء الاصطناعي على مجالات حقوق الملكية الفكرية

(أ): الجوانب الإيجابية لتأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الملكية الفكرية

الفائدة الأولي: تحسين كفاءة عمليات الملكية الفكرية من عدة جوانب مثل براءة الاختراع والعلامات التجارية:  

-براءة الاختراع

1- مساعدة المخترعين: يُمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المخترعين، وتقييم قابلية براءة الاختراع للأفكار الجديدة، وتطوير نماذج أولية وتحليل بيانات براءات الاختراع.

2- البحث عن براءات الاختراع: يُمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، مثل البحث عن براءات الاختراع.

-العلامات التجارية

-يُمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة استخدام العلامات التجارية على الإنترنت وفي العالم الحقيقي.

الفائدة الثانية: تعزيز الإبداع والابتكار  

يُمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المبدعين على ابتكار أفكار جديدة وتطوير منتجات وخدمات من خلال تحليل البيانات وتوليد أفكار جديدة وتحديد الاتجاهات الناشئة مما يوفر الوقت والجهد.

الفائدة الثالثة: مكافحة القرصنة والتزوير

يُمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف المحتوى المقلد المنسوخ وحماية حقوق المؤلفين بشكل أسرع وأكثر دقة وحماية حقوق المبدعين بشكل أفضل، من خلال تحليل الصور والنصوص والفيديو.   

الفائدة الرابعة: حماية الأسرار التجارية  

تحليل البيانات: يُمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات الداخلية للشركات لتحديد المخاطر المحتملة للكشف عن الأسرار التجارية، وتحديد نقاط الضعف في أنظمة الأمان، وحماية المعلومات السرية.

الفائدة الخامسة: حقوق النشر والتأليف  

اكتشاف المحتوى المنسوخ: يُمكن للذكاء الاصطناعي الإبحار في الإنترنت ومسح المواقع وتحديد المحتوى المنسوخ من النصوص والصور والفيديوهات، وحماية حقوق المؤلفين.

ثانياً: التحديات والاشكاليات القانونية لتأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الملكية الفكرية

(أ): صعوبة تحديد ملكية الاختراعات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي

(ب): المسئولية المدنية والجنائية عن أفعال كيانات الذكاء الاصطناعي

(ج): التحيز والتمييز:  

ويُثير هذا الأمر أسئلة حول حقوق المبدعين البشريين ودورهم في عملية الإبداع المُعززة بالذكاء الاصطناعي.

(د): مخاوف أخلاقية

قد تُثير بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى فني أو أدبي، مخاوف أخلاقية تتعلق بالسرقة الأدبية وانتحال الشخصية.<!--

 

للتواصل مع المؤلف: دكتور خالد ممدوح

البريد الالكتروني: [email protected]

 

 

 

 

 

 

 

 

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

<!-- - د. خالد ممدوح إبراهيم، تغير احكام قانون الملكية الفكرية في ظل تقنية الذكاء الاصطناعي، دار الفكر الجامعي، 2024.

 

المصدر: د. خالد ممدوح إبراهيم، تغير احكام قانون الملكية الفكرية في ظل تقنية الذكاء الاصطناعي، دار الفكر الجامعي، 2024.

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

98,656